2010-09-05 15:21:09

البابا يزور كاربنيتو رومانو في المئوية الثانية لولادة البابا لاوون الثالث عشر


بلدة كاربينيتو رومانو في محافظة روما والتي تبعد زهاء 75 كلم إلى جنوب شرق العاصمة الإيطالية، زارها البابا بندكتس الـ16 صباح اليوم الأحد آتيا بالطائرة المروحية من بلدة كاستل غاندولفو، ليحتفل بالقداس الإلهي لمناسبة المئوية الثانية لولادة فينشنزو جواكينو بيتشي الذي صار فيما بعد بابا باسم لاوون الثالث عشر، ويعتبر مؤسس العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية.

سلط البابا في عظته الضوء على دعوة المسيح لجميع الناس ولكل شخص، فقال إن اتباع المسيح ملزم جدا إذ لا يرتكز أبدا إلى الحماسة والانتهازية، بل بالحري إلى قرار قاطع وحاسم بعد سؤال عميق: من هو يسوع بالنسبة لي؟ والجواب الصريح: هو الرب حقا. وشدد على أن وجوب تحلي رعاة الكنيسة بالحكمة المسيحية، بنوع خاص البابوات. فليس الراعي مدعوا لبث حقائق مجردة وعقيمة، بل لينقل إلى شعب الله "حكمة" أي رسالة تجمع الإيمان والحقيقة والواقع الملموس.

وسطر بندكتس شخصية البابا لاوون الثالث عشر الذي رغم شيخوخته ضخ في الكنيسة روحا تجديدية وأدرك أنه لمواجهة المسائل الاجتماعية بشكل إيجابي وفعال يجب اعتماد الحوار والوساطة، وعرف كيف يقود الكاثوليك ويدعمهم في درب المشاركة الاجتماعية البناءة، الغنية المحتوى والثابتة على المبادئ والقادرة على الانفتاح، في حقبة تميزت بعدائية شرسة نحو الكنيسة والتهجم القاسي على بابا روما.

ولفت بندكتس الـ16 إلى البابا لاوون الثالث عشر كان لا يزال سجينا داخل الفاتيكان من الناحية السياسية والعملية، ولكنه في الواقع، ومن خلال تعليمه العام، ظهّر كنيسة قادرة ومن دون تعقيدات، على مواجهة التحديات ومسائل التمدن الكبرى.

حض البابا المسيحيين ليكونوا زرعا وخميرة في مسيرة التمدن والحضارة، وليكونوا، كمواطنين أفراد أو جماعات، قوة خيّرة وسلمية للتغيير الجذري، ولتفعيل القدرات الداخلية للواقع نفسه. ورأى أن هذا هو شكل الحضور والفعل في العالم الذي تقدمه العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، الساعية لإنضاج الضمائر كشرط للتحولات الصحيحة والمستديمة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.