صلاة التبشير الملائكي: البابا يدعو المؤمنين إلى التواضع

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد حين أطل البابا من على شرفة مقره الصيفي في بلدة كاستل غاندولفو القريبة من روما ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذين توافدوا بالآلاف للقاء البابا والصلاة معه. في مستهل كلمته قبل الصلاة المريمية أشار البابا إلى إنجيل اليوم الذي يحكي عن يسوع يدخل بيت أحد الفريسيين يوم السبت ليأكل خبزا وكانوا يراقبونه. ضرب يسوع مثلا "إذا دُعيت إلى وليمة عرس فلا تذهب إلى المقعد الأول لئلا يكون مدعوا إليه من هو أجدر منك". هذا يعني أن يسوع لا يريد أن يعطينا درسا في السلوك الحسن إنما يصر على أمر حاسم "لأن من يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع". لهذا المثل معنى عميق إذ يحملنا على التفكير بموقف الإنسان نظرا إلى الله الخالق. المقعد الأخير قد يُمثّل حالة الإنسانية التي لبستها الخطيئة وهي حالة نتخلص منها من خلال تجسد ابن الله فقط. مرة أخرى ننظر إلى السيد المسيح كمثال للتواضع. نتعلّم منه الصبر في التجارب والأناة أمام الإهانات والطاعة لله في الألم. الخير الأسمى هو البقاء بالقرب من السيد الرب. أيها الأخوة والأخوات مضى البابا إلى القول نتذكر اليوم ذكرى استشهاد القديس يوحنا المعمدان أكبر أنبياء المسيح الذي عرف أن ينكر نفسه من أجل المسيح المخلص وتألم ومات من أجل الحقيقة. لنسأل هذا القديس والعذراء مريم أن يقودا خطانا على درب التواضع كي نستحق المكافأة الإلهية. هذا ثم تلا البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول: في الأول من سبتمبر القادم يُحتفل في إيطاليا "باليوم من أجل حماية الخليقة" برعاية مجلس أساقفة إيطاليا. موعد يتكرر كل سنة وله أهمية بالغة حتى على الصعيد المسكوني إذ يُذكرنا هذه السنة أن لا سلام بدون احترام البيئة . إننا مدعوون إلى الحفاظ على الخليقة سليمة للأجيال الجديدة كي تسكنها بكرامة وتواصل الحفاظ عليها. فليساعدنا الله في هذه المهمة! بعدها وجه البابا إلى المؤمنين الذين قصدوا ساحة مقره الصيفي من مختلف أنحاء إيطاليا ومن بلدان أوروبية وآسيوية عديدة تحيات بالفرنسية وقال أحيي المؤمنين الناطقين بالفرنسية وأدعوهم إلى التحلي بالأناة والتواضع كما جاء في إنجيل اليوم لأن الذي من يضع نفسه يرتفع وينظر إلى الله ويبحث عن الحقيقة دائما. كما وجّه البابا تحية باللغة الإنكليزية إلى فريق من المعهد البابوي الأمريكي وتحية أخرى باللغة الألمانية إلى مواطنيه. وتوجّه بالإسبانية إلى المؤمنين الناطقين بها فقال إن فكره يتجه نحو عمال المناجم في شيلي وتحديدا في منجم سان خوسي في منطقة أتاكاما حيث يتواجد منذ أيام طويلة عدد من العمال على عمق مئات الأمتار تحت الأرض في ما فرق الإنقاذ تواصل جهودها لانتشالهم. وإلى المؤمنين البولنديين وجه البابا تحية حارة وخلص إلى القول متوجها إلى فريق من الفتيان الإيطاليين من مؤسسة القديس بولس الذين منحوا سر التثبيت وتمنى للجميع يوم أحد سعيدا!