2010-08-25 14:55:51

البابا في مقابلته العامة يوجه نداء للسلام واحترام الحقوق الإنسانية في الصومال


أطلق البابا بندكتس السادس عشر اليوم "نداء ملؤه الألم من أجل وضع حد للعنف في الصومال" خلال مقابلته العامة مع المؤمنين والحجاج في باحة مقر إقامته الصيفي في بلدة كاستل غاندولفو، وتوجه بالفكر نحو مقديشو حيث ما تزال تتوارد الأخبار عن أعمال عنف قاسية وكانت بالأمس مسرحا لمجزرة جديدة، معربا عن مشاعر القرب من أسر الضحايا وجميع الذين يعانون في الصومال بسبب الكراهية وعدم الاستقرار. وخلص البابا إلى القول "آمل أن يتم بمساعدة المجتمع الدولي غير المحدودة، بذل كل الجهود لاستعادة احترام الحياة وحقوق الإنسان" في الصومال.

قال البابا بندكتس الـ16 إن في حياة كل فرد أشخاصا عزيزين ومقربين، منهم من غادروا الحياة الدنيا ومنهم أحياء يرافقونه في مسيرة الحياة، كالوالدين والأهل. ولفت إلى أهمية "رفقاء الرحلة" في مسيرة الحياة المسيحية كالمرشد الروحي والمعرّف. ودعا كل مسيحي لاتخاذ قديس ما ليكون رفيقا له في الصلاة والتضرع والاقتداء به وإلى التعرف على سير القديسين وكتاباتهم ابتداء ممن يحملون اسمهم.

أكد البابا للمؤمنين أنه تعرف على القديس أغسطينس من خلال الدراسة والصلاة فأصبح رفيق سفره الدائم في حياته وخدمته وسطر ناحية هامة من خبرته الإنسانية والمسيحية، التي ما تزال آنية في عصر اليوم الذي تبدو فيه النسبية كأنها "الحقيقة" المرشدة للفكر والخيارات والتصرفات.

قال البابا إن أغسطينس رجل لم يعشْ حياته بسطحية أبدا، وكان العطش والبحث القلق والثابت عن "الحقيقة" أبرز خصائص وجوده الأساسية وأن مسيرته لم تكن سهلة على الإطلاق: فكر في لقاء "الحقيقة" من خلال الجاه والوظيفة وتملك الأشياء ومن الأصوات الواعدة بالسعادة الراهنة، فارتكب أخطاء وتحمل مآس وعرف إخفاقات، ولكنه لم يتوقف أبدا ولم يكتف بما يمنحه بصيص النور. 

وقال البابا إن أغسطينس عرف النظر إلى عمق أعماقه فأدرك أن ذلك الإله "الله"، الذي كان يفتش عنه بكل قواه، كان أقرب إلى ذاته من نفسه ولم يتركه مطلقا بل كان بانتظار أن يدخل بشكل نهائي إلى حياته.

سطر البابا خوف الناس من الصمت والسكينة وفي الزمن الراهن تحديدا خلال مسيرتهم صوب "الحقيقة" حيث يجب أن يصمتوا ليتكلم الله، فقال إن هناك نوعا من الخوف من الصمت والخلوة والتفكير بالنشاط الشخصي وبالمعنى العميق للحياة الفردية، فيعمد الناس إلى العيش بسطحية وعدم التفكير خوفا من لقاء "الحقيقة"، تماما كما فعل القديس أغسطينس.

ودعا البابا المؤمنين والحجاج لعدم الخوف من "الحقيقة" حتى ولو سقطوا في مزالق التجارب أو ابتعدوا عن حياة الكنيسة أو عاشوا كأن الله غير موجود، كما حضهم على ألا يتوقفوا عن المسير صوب "الحقيقة" والبحث عنها.

هذا وشكر البابا في ختام مقابلته العامة حضور الجميع وحماستهم وتمنى لهم يوما سعيدا وعطلة جميلة وفرحا كثيرا في أوقات الحر هذه، وسأل الله أن يعينهم ويرافقه بمحبته.








All the contents on this site are copyrighted ©.