كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين غصت بهم باحة القصر الرسولي الصيفي في كاستيل غندولفو. قال البابا: في إنجيل هذا الأحد حدث السيد المسيح تلاميذه عن قيمة الإنسان بالنسبة لله ويطمئنهم قائلا: لا تخف أيها القطيع الصغير فقد شاء أبوكم أن ينعم عليكم بالملكوت. وعندما نصغي إلى هذه الكلمات نعي جيدا أن الإنجيل ليس كتابا يطلعنا على أمور ينبغي معرفتها بل إنه رسالة تبدل حياة المؤمن، فمن لديه الرجاء يعيش بطريقة مختلفة لأن الله وهبه حياة جديدة. ويحث الرب تلاميذه على عيش حياة مفعمة بالأعمال الخيرة، ويقول: "بيعوا أموالكم وتصدقوا بها واجعلوا لكم أكياسا لا تُبلى وكنزا في السماوات لا ينفد، حيث لا سارق ولا سوس يفسده". يدعونا السيد المسيح ـ تابع البابا ـ إلى التخلي عن الأنانية واعتماد منطق الإصغاء للآخر، منطق المحبة.

بعدها لفت البابا إلى بعض القديسين الذين تُحيي الكنيسة ذكراهم هذا الأسبوع وكان الله ركيزة حياتهم ومحور وجودهم. ومن بينهم القديس دومينيكو دي غوزمان مؤسس رهبنة الدومينيكان في القرن الثالث عشر، والقديسة كيارا مؤسسة جمعية راهبات الكلاريس، والقديس لورنزو الشهيد في القرن الثالث والمحفوظة ذخائره في روما داخل بازيليك القديس لورنزو خارج الأسوار. وذكّر البابا أيضا بقديسَين آخرين من القرن العشرين ذاقا طعم المعاناة في مخيمات الاعتقال النازية في أوشفيتز، وهما الراهبة الكرملية تيريزا بنديتّا الصليب، إيديث شتاين، والكاهن الفرنسيسكاني القديس ماكسيميليان ماريا كولبيه. لقد اختبرا تلك المرحلة المظلمة من التاريخ، أي الحرب العالمية الثانية، ولم يفقدا قط الرجاء والإيمان بإله الحياة والمحبة. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكل أحدا سعيدا!