2010-07-28 15:51:51

معركة البابا ضد النسبية هي نفسها معركة الكاردينال نيومان في بريطانيا


كتب الصحافي الإيطالي باولو روداري في يومية إيل فوليو الإيطالية الصادرة اليوم أن حديقة كوفتون بارك في ضواحي برمنغهام باتت جاهزة لاحتفال البابا بندكتس الـ16 الذي سيعلن بنفسه الكاردينال جون هنري نيومان طوباويا في الكنيسة الكاثوليكية، وأن سبب الزيارة الرسولية إلى المملكة المتحدة يكمن في هذا الحدث

في مقالته بعنوان "كفاح البابا ضد النسبية هو كفاح نيومان نفسه لقرن خلا"، قام باولو روداري فيها بالربط بين فكر البابا الحالي وفكر الكاردينال نيومان. ففي 1990، وصف الكاردينال راتزينغر الكاردينال نيومان بأنه "معلم الكنيسة الكبير" الذي ربط بين الحقيقة والضمير الفردي. 

وفي عظته أمام الكرادلة خلال كونسيستوار 18 من نيسان أبريل 2005 أي قبيل انتخابه بابا بيوم واحد، استقطب الكاردينال راتزينغر اهتمام المشاركين إذ استعان بفكر نيومان ليعطي صورة عن الكنيسة اليوم فشبهها بسفينة تلطمها الأمواج التي سببتها التيارات الأيديولوجية من الماركسية حتى الليبرالية وصولا إلى الانفلاتية، من الجماعية حتى الفردية الراديكالية، من الإلحادية حتى التصوف الديني الواسع، من اللاأدرية حتى التلفيقية..

لفت الصحافي الإيطالي إلى أن كلمات راتزينغر اعتبرت حينها تشاؤما متطرفا، حين صرح بنوع خاص أن دكتاتورية النسبية بدأت تتشكل ولا تعترف بأي أمر أنه نهائي وتترك للأنا الذاتي ورغائبه المقياس الأخير. وهنا التقارب بين فكر نيومان وفكر راتزينغر الذي تعرف على فكر الأول أثناء دراسته اللاهوتية في ألمانيا عقب انتهاء الحرب الكونية الثانية.

لفت روداري إلى أن النسبية تشكل للبابا تهديدا كبيرا لأن الحقيقة إذا ما أقصيت، بعُدت الحريةُ أيضا وانزلق المجتمع نحو التوتاليتارية. قال الكاردينال راتزينغر عام 1990: "لقد اختبرنا نظريات حزب توتالي (النازي) يدّعي تحقيق التاريخ وتمامه فيه وينكر على الفرد ضميره، مثلما هتف غورينغ أحد أركانه: "ليس لدي ضمير، بل ضميري هو أدولف هتلر". هنا الانزلاق الحتمي إلى التوتاليتارية، حين تترك الحرية من دون حماية ودفاع تحت رحمة المتسلط والعاتي".

ويوافق البابا الحالي على ما سبق الكاردينال نيومان وحذر من النتائج التي يخلفها عدم الاعتراف بالدين الموحى أنه حقيقي وموضوعي، بل يعتبر الدين أمرا خصوصيا يمكن للناس أن يختاروا منه ما يشاؤون. وخلص الصحافي روداري إلى القول إن هذا ما يقلق حاليا البابا بندكتس الـ16.








All the contents on this site are copyrighted ©.