2010-07-28 15:19:18

لبنان ـ ندوة جديدة عن وثيقة "أداة العمل" لسينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط


عقدت أمس الثلاثاء في المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان ـ وبدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ـ ندوة جديدة عن وثيقة "أداة العمل" لجمعية سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط، تناولت "التعاون بين المسيحيين والمسلمين في بلدان هذا الشرق".

رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي أكد أن وثيقة "أداة العمل" تعرض التحديات الراهنة في البلدان المشرقية التي حدت بقداسة البابا للدعوة لهذه الجمعية الخاصة، وتدعو المسيحيين والمسلمين إلى حوار الحضارات كضرورة حيوية يتعلّق عليها مستقبلهم المشترك إلى حد كبير، وأوضح أنها تشير إلى الأسباب الداعية للحوار والتعاون وهي المواطنة المشتركة، في الوطن الواحد، وتقاسم اللغة نفسها، والثقافة عينها، والمشاركة المتساوية في الأفراح والآلام، ومواجهة المصير الواحد، فضلا عن أن المسيحيين يعيشون من أجل مجتمعاتهم كشهود للمسيح والإنجيل...

بطريرك الروم الملكيين لكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام قال إن مواضيع السينودس هي اهتماماتنا منذ عام 1992 ووصف السينودس بوقفة ضمير لنا نحن المسيحيين، وشدد على تفعيل دور المسيحي كمواطن عربي وكمواطن مميز، ووجّه الدعوة لرجال الأعمال للاستثمار وتوفير فرص العمل لمساعدة من هم في حاجة... ورأى البطريرك لحام أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الشباب الذين يؤدون دورا كبيرا في بقاء الكنيسة شابة ويساهمون في تحفيز الواعظ والكاهن على الشهادة والعطاء، معتبرا أن لا كنيسة من دون شباب ولا مستقبل للشباب بعيدا عن الكنيسة، ولا غد للكنيسة بدون شباب...

وأوضح البطريرك لحام أن السبب الأكبر للهواجس والمخاوف والتحديات ليس الإسلام ولا المسلمون، بل استمرار الصراع العربي ـ الفلسطيني ـ الإٍسرائيلي الذي يعنف المنطقة ويتسبب في نزيف الهجرة المسيحية والإسلامية التي تفقد بلادنا الطاقات الجبارة لدى أجيالنا الشابة وتجعل شبابنا فريسة التطرف والتعصب والعنف والكراهية وختم: "لا تخف أيها القطيع الصغير، سبق ليسوع أن قال لنا "لا تخف أن تكون، كما دعانا يسوع، نورا وملجأ وخميرة".

من جهته، قال رئيس اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي ـ المسيحي المطران سليم غزال إن "منطقة الشرق الأوسط ولبنان بالأخص لهما تقاليد عريقة بالحفاظ على التقاليد الدينية والحضارية والوطنية بالرغم من الهزات العنيفة التي أصابت هذه الصيغة في فترات متلاحقة"، وأضاف "نحن مدعوون اليوم بعد الخروج من محنة قاسية لتطوير الصيغة السياسية بحيث يحكمها القانون ويسودها العدل بالتساوي بين الجميع"، وأشار إلى أن رهاننا الدائم هو على استمرار الحضور المسيحي في لبنان والشرق، بالوفاق والتفاهم مع أخواننا المسلمين الذين هم شركاء حقيقيون في القيم الروحية والمصير الوطني، واقتلاع كل الرهانات الخاطئة على التحالف الأجنبي...

وأضاف المطران غزال "نحن ككنيسة لسنا جزيرة منعزلة في بيئتنا اللبنانية وفي محيطنا العربي، بل نحن جماعة مؤمنة تحتل موقعها الطبيعي الفاعل المؤثر في الأسرة البشرية وتتفاعل مع غيرها لتكون قادرة على تجديد نفسها والإسهام في تجديد الآخرين، بما يكفل خير الإنسان والمجتمعات"، وختم "لقد برهن المسيحيون دائما عبر التاريخ أنهم قادرون على العيش مع المسلمين وغيرهم، وممارسة حياتهم العامة، إذ إن فكرة العيش مع الآخرين والتفاعل معهم هي من صلب إيماننا المسيحي"...








All the contents on this site are copyrighted ©.