2010-07-19 15:57:16

القمة السنوية للمؤسسات الأوروبية مع القادة الدينيين حول محاربة الفقر. رئيس لجنة أساقفة الاتحاد الأوروبي يشدد على أهمية التضامن


استضاف مقر المفوضية الأوروبية في بروكسيل صباح اليوم الاثنين القمة السنوية للمؤسسات الأوروبية مع القادة الدينيين وتمحورت حول موضوع السنة الأوروبية 2010 "محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي"، بهدف تحديد إجراءات فاعلة لصالح تعزيز الاندماج الاجتماعي، وكان أُطلق ما يعرف بإستراتيجية "أوروبا 2020" ومن بين أهدافها تخفيض عدد المهددين بالفقر والتهميش الاجتماعي في أوروبا بنسبة خمسة وعشرين بالمائة وقد شارك في الأعمال عن الجانب الكاثوليكي الكردينال بيتر إردو رئيس إتحاد مجالس أساقفة أوروبا والمطران أدريانوس فان لوين رئيس لجنة أساقفة الاتحاد الأوروبي والسيدة فلامينيا جوفانيللي من المجلس البابوي للعدالة والسلام.

وفي كلمته للمناسبة، قال المطران فان لوين إن فقراء مجتمعنا يستحقّون اهتماما خاصا وأعمالا شجاعة من قبل عالم السياسة والكنائس، مشددا على أهمية التضامن لمحاربة الفقر والتهميش الاجتماعي وعدم نسيان أفقر الفقراء والضعفاء في المجتمع في إطار الجهود المبذولة لحل الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية. وأضاف رئيس لجنة مجالس أساقفة بلدان الاتحاد الأوروبي أنه لا يمكن حرمان أجيال المستقبل من عيش حياة كريمة لائقة، مشيرا إلى أن التضامن لا يستثني أحدا، ومشددا على أهمية النظر للقارة الأفريقية المهددة بالحروب والجفاف والإيدز.

وتابع المطران فان لوين أن تخفيض عدد فقراء العالم إلى النصف بحلول عام 2015 من بين الأهداف الإنمائية للألفية التي تبنّتها الأمم المتحدة، وكان ينبغي تحقيقه عام 2010، مذكّرا بما قاله المطران ميليوري خلال الجمعية العامة الثانية والستين للأمم المتحدة" يتطلّب بلوغ هذا الهدف التزاما وأعمالا ملموسة. إن نضالنا المشترك ضد الفقر المدقع والجوع والأمية والمرض ليس ببساطة فعل سخاء وكرم، إذ يشكل شرطا أساسيا لمستقبل أفضل وعالم يليق بالجميع. وختم رئيس لجنة أساقفة بلدان الاتحاد الأوروبي كلمته قائلا: "ينبغي على الكنائس والجماعات الدينية وعالم السياسة أن يواجهوا معا هذا التحدي".

من جهتها قالت السيدة فلامينيا جوفانيللي من المجلس البابوي للعدالة والسلام إن العولمة التي اجتاحت القارة الأوروبية على غرار أماكن أخرى في العالم قد زادت من تعقيد ظاهرة الفقر مشيرة إلى أن خمسة وثمانين مليون شخص أي سبعة عشرة بالمائة من السكان الأوروبيين يعيشون فقرا مدقعا، بحسب الإحصائيات الأخيرة. وذكّرت السيدة جوفانيللي بأن الحياة الاقتصادية تحتاج أيضا لقوانين عادلة وأعمال تحمل في طياتها روح العطاء، كما كتب بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبة في الحقيقة"، وأضافت أن الكنيسة الكاثوليكية تقف على الدوام إلى جانب الفقراء انطلاقا من رسالتها، مشيرة إلى نشاط هيئة كاريتاس بشكل عام وكاريتاس أوروبا على وجه الخصوص، وهيئات كاثوليكية أخرى تخدم الفقراء منذ قرون.

كما وذكّرت السيدة جوفانيللي من المجلس البابوي للعدالة والسلام بانضمام أكثر من ستين أسقفا كاثوليكيا يوم عيد القديسين كيريللس وميتديوس شفيعي أوروبا، إلى السنة الأوروبية "لمحاربة الفقر والتهميش الاجتماعي"، ليُظهروا هكذا كل تقدير واعتبار لهذه المبادرة الأوروبية من خلال علامات شركة مع الفقراء، وأشارت إلى أن الحبر الأعظم وخلال تفقّده خدمات هيئة كاريتاس في أبرشية روما أراد تشجيع جميع البشر ذوي الإرادة الطيبة لاسيما من لديهم مسؤوليات في الإدارة العامة ومختلف المؤسسات، على الالتزام في بناء مستقبل يليق بالإنسان، مكتشفين في المحبة القوة المحرِّكة لنمو حقيقي ولتحقيق مجتمع أكثر عدلا وأخوّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.