2010-05-30 13:17:49

أحد الثالوث الأقدس: محطة روحية عند كلمة الحياة


قال يسوع: "لا يزال عندي أشياء كثيرة أقولها لكم ولكنكم لا تطيقون الآن حملها. فمتى جاء هو، أي روح الحق المعزي، أرشدكم إلى الحق كله لأنه لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع، ويخبركم بما سيحدث. سيمجدني لأنه يأخذ مما لي ويطلعكم عليه. جميع ما هو لآب فهو لي ولذلك قلت لكم إنه يأخذ مما لي ويطلعكم عليه" (يوحنا 16/ 12-15).

 

قراءة من القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397)

أنت والثالوث

 

لقد اشتركتَ بالأسرار وأدركتَ كل شيء. باسم الثالوث اعتمدتَ، وفي كل ما عملنا احترمنا سر الثالوث الأقدس وكان للآب والابن والروح القدس عمل واحد مقدس، وإن تميزوا في بعض النقاط.

كيف ذلك؟ الله مسحك والرب وسمك ووضع الروحَ القدس في قلبك ومن ثم قبلته في قلبك. وكما أن الروح القدس هو في قلبك كذلك المسيح. وكيف ذلك؟ تجد الجواب عليه في نشيد الأناشيد حيث يقول المسيح لكنيسته: "اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ذراعك" (8/6).

إذا، فالله مسحك والمسيح وسمك بوسم خاص. وكيف كان ذلك؟ لقد رسموك بإشارة الصليب، علامة آلامه، فقبلتَ هذه العلامة كي تتشبه به وتقوم على مثاله وتحيا كالذي صلب للخطيئة ليحيا لله. لقد كنتَ إنسانا عتيقا غارقا في الماء، فصلبتَ للخطيئة لتقوم لله. وإنك لتجد في موضع آخر هذا الشيء الفريد من نوعه: الله هو الذي دعاك، أما في العماد فقد صلبتَ بشكل خاص مع المسيح وبالتالي فقد اختصّك بالوسم الروحي الذي قبلتَه. وعليه فإنك ترى تمييزا بين الأشخاص وترابطا في سر الثالوث الأقدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.