2010-05-23 15:15:54

تعليق الأب لومباردي لبرنامج أوكتافا دييز بعنوان "الموسيقى والحوار"


جاء في تعليق للأب اليسوعي فدريكو لومباردي لبرنامج "أوكتافا دييز" بعنوان "الموسيقى والحوار" ما يلي: لقد شهدنا في الأيام القليلة الأخيرة خطوة هامة في العلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية. الكونشيرتو الذي قدّمه البطريرك كيريل للأب الأقدس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وسبقته رسالة ودّية موجَّهة من البطريرك نفسه إلى البابا بندكتس السادس عشر قرأها المتروبوليت هيلاريون وذهب مضمونها أبعد من المبادرات الودية.

تابع الأب لومباردي: واضح في الواقع أنه في الإطار الثقافي الأوروبي الحالي كانت المواقف الأرثوذكسية والكاثوليكية مشتركة حول المعضلات الأخلاقية الكبرى لأنها تتأتى من نظرة للإنسان مستوحاة من المسيحية. المتروبوليت هيلاريون أشار بشكل واضح في كلمته إلى المسائل المتعلقة بالحياة والعائلة. وكان خطاب البابا الختامي مطوّلا مقارنة بخطبه في نهاية مثل هذه المبادرات الموسيقية إذ تطرّق إلى مسألة الجذور المسيحية لأوروبا ليس فقط في الحياة الدينية إنما أيضا في الإرث الثقافي والفني الغني في البلدان حيث الإيمان المسيحي ساهم في إنماء عبقرية الإنسان وطاقاته الخلاقة.

وأضاف الأب لومباردي أنه أمام علمنة تميل إلى الابتعاد عن الله وعن مخططه الخلاصي لتنتهي بنكران الكرامة البشرية ذاتها لا بد من إنماء "أنسنة جديدة" كي تتمكّن أوروبا من العودة إلى التنفس برئتيها الاثنتين بفضل الحوار والانسجام بين الشرق والغرب وبين التقليد والحداثة. إن الإصغاء إلى نوطات الأداء الموسيقي الروسي في الفاتيكان كان علامة بارزة للتجانس العميق الذي ظهر، ضمن هذه التطلعات الحاسمة، بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية. علامة تحمل على الأمل بالمستقبل.    








All the contents on this site are copyrighted ©.