2010-05-12 15:17:46

البرتغال: خطاب البابا لعالم الثقافة والفكر في ليشبونة


احتضن مركز بيلين الثقافي في أحد أحياء ليشبونة اليوم الأربعاء لقاء البابا بندكتس الـ16 مع عالم الثقافة الذي حضرته وزيرة الثقافة ممثلة الحكومة البرتغالية وحشد غفير من فنانين ومفكرين اقصاديين وسياسيين. افتتح اللقاء بمقدمة موسيقية، تلاها خطاب ترحيبي من قبل أسقف بورتو ورئيس اللجنة الأسقفية للثقافة المطران مانويل كليمينته، ثم ألقى المخرج البرتغالي إمانويل دي أوليفييرا كلمة باسم زملائه.

وجه بندكتس الـ16 خطابا لهذه المناسبة الكبيرة استهله بشكر السلطات المدنية والروحية على اللقاء الذي يجتمع فيه رجال ونساء برتغاليون ملتزمون معا في البحث معارف متنوعة وبنائها ونموها.

رأى البابا أن الثقافة الحالية تعكس تشنجا يأخذ أحيانا طابع الصراع، إذ إن دينامية المجتمع تسمو بالحاضر جدا وتنتزعه من إرثه الثقافي الماضي من دون تخطيط للمستقبل. ولفت إلى التقليد الثقافي العريق المتجذر في شعب البرتغال والمطبوع بالتأثير المسيحي الألفي إلى جانب حس مسؤول عام. وأكد أن هذا التقليد ولّد حكمة أي حسا للحياة والتاريخ يشترك فيه عالم الأخلاق والمثل في البرتغال الذي يوطد علاقات مع سائر الدول.

شدد البابا على أن الكنيسة تبدو ركنا عظيما لتقليد سليم وسام حيث يتجلى إسهامها الغني في مجال خدمة المجتمع، مشيرا إلى أن هذا الصراع بين التقليد والحاضر يظهر جليا في أزمة الحقيقة، وهو أمر تعمل الكنيسة على تبيانه واضحا للملأ. وقال إن الأمانة للإنسان تتطلب أمانة للحقيقة وهي وحدها ضمانة للحرية ولإمكانية نمو بشري متكامل.

الكنيسة، حسب قول بولس السادس، يجب أن تقوم بحوار مع العالم حيثما وجدت، فهي تغدو حوارا. فأكد بندكتس أهمية الحوار من دون غموض وباحترام المتحاورين المتورطين قائلا إنه أولوية في العالم ولا تنوي الكنيسة مطلقا الانسحاب منه. وأصر على أن يتطلع الأفراد بشوق إلى الاغتناء من ثقافة الآخر ومبادلتها بما يلزم من خير وحقيقي وجميل.

ودعا البابا فاعلي الثقافة في كل أشكالها وصانعي الفكر والرأي للتحدث إلى قلب البشرية ولمس الإحساس الفردي والجماعي وتحفيز الرجاء والأمل وتوسيع آفاق المعرفة والالتزام الإنساني.

وأشار إلى وعي الكنيسة المتجدد لتقليدها الكاثوليكي الذي من خلال المجمع الفاتيكاني الثاني تبنت جديا وميزت ومحصت وتخطت الانتقادات التي كانت في أساس عصر الإصلاح والتنوير. وأكد أن المجمع الفاتيكاني الثاني وضع المسلمات من أجل تجدد حقيقي كاثوليكي ومن أجل حضارة جديدة هي حضارة المحبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.