2010-05-11 15:05:18

الزيارة الرسولية إلى البرتغال: زيارة حج ورجاء ورسالة


البرتغال هي المحط الخامس عشر الدولي للبابا بندكتس الـ16 والتي وصل عاصمتها اليوم على متن طائرة شركة أليطاليا، وكان في استقباله السفير البابوي ورئيس الجمهورية كافاكو سيلفا وبطريرك ليشبونة وحشد من الرسميين والدبلوماسيين والأساقفة، كما أدت جوقة من 32 طفلا في أكاديمية القديسة سيسيليا بليشبونة النشيد الرسمي لزيارة البابا بعنوان "أهلا وسهلا بالأب الأقدس في البرتغال" وهو من تأليف القس أنطونيو كرتاجينو. 

وأثناء تحليق الطائرة البابوية فوق الأراضي الإيطالية، وجه الحبر الأعظم برقية إلى الرئيس جورجو نابوليتانو استمطر فيها على الأمة الإيطالية وعلى جميع المتألمين في النفس والجسد بركات الله الفياضة، آملا أن تبلغ زيارته للبرتغال، البلد النبيل، مرماها الحميد والطيب.

من جهته، رد الرئيس الإيطالي على برقية البابا شاكرا وتمنى له في الذكرى العاشرة لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبرتغال حين أعلن جاشينتا وفرنسيسكو مارتو طوباويين في فاطيما، أن تشكل مناسبة ثمينة كي تجد دعوته الثابتة إلى القيم المشتركة للسلام والحرية والحوار والعدالة والأخوّة صدى طيبا ومتجددا في كل مكان وزمان.

وعلى أرض مطار ليشبونة الدولي، ألقى بندكتس الـ16 كلمة حيا فيها الجميع بمعزل عن انتماءاتهم الإيمانية والدينية وشدد على أنه آت بزي حاج إلى مزار سيدة فاطيما، في مهمة تثبيت الإخوة والأخوات الذين يواصلون مسيرتهم نحو السماء.

أكد البابا أن الشعب البرتغالي تطلع إلى خليفة بطرس لكي يعترف بكيانه كأمة، كما حدث عام 1460 حين أصدر البابا بيوس الثاني مرسوما منح فيه الملك لقب "الأمين" لسمو خدمته في نشر الإنجيل. وأشار إلى ظهورات العذراء عام 1917 وقال إنها كوة رجاء فتحها الله من السماء حين أغلق الإنسان الباب بوجهه لكي يخيط مجددا ربط التضامن الأخوي.

وإذ شدد على أن فاطيما فرضت نفسها على الكنيسة وليس العكس، قال البابا إن مريم العذراء نزلت من السماء لتذكر الجميع بحقائق الإنجيل التي هي نبع الرجاء لبشرية  شحت فيها المحبة والرجاء بالخلاص. وأضاف أن الضمير يكون مسيحيا إذا ما انفتح على ملء الحياة والحكمة في المسيح يسوع، وما زيارته إلى البرتغال إلا طرح رجاء ورسالة.

من رؤية حكيمة للحياة وللعالم ينتج نظام عادل للمجتمع، تابع البابا، مؤكدا أن الكنيسة منفتحة على التعاون مع من يقدر اعتبار المعنى البشري للحياة الجوهري. ورأى أن التحول الجمهوري الذي تم لقرن خلا في البرتغال، أوجد للكنيسة فسحة من الحرية تجلت في معاهدتي 1940 و2004.

ولفت البابا إلى أن التعايش في تعددية نظم القيم والأطر الأخلاقية يتطلب سفرا إلى لب الأنا الشخصي وإلى نواة المسيحية لتدعيم نوعية الشهادة حتى القداسة وإيجاد طرق الرسالة حتى راديكالية الاستشهاد.

بعيد حفل الترحيب الرسمي في دير دوس جيرونيموس بليشبونة الذي أصبح مقرا لاستقبال رؤساء الدول وعزف النشيدين الوطني الفاتيكاني والبرتغالي واستعراض ثلة من حرس الشرف، توجه البابا إلى قصر بيليم الرئاسي حيث استقبله رئيس الجمهورية كافاكو سيلفا وعقيلته ودون كلمة تذكارية على السجل الذهبي: "في الذكرى المئوية الأولى للاستقلال، أصدق التهاني وأطيب البركات للبرتغال البلد الغني بإنسانيته ومسيحيته"، وجرى تبادل الهدايا الرسمية، تلاه لقاء منفرد مع البابا.

وقبيل مغادرته القصر الجمهوري متوجها إلى السفارة البابوية، وجه الأب الأقدس كلمة إلى موظفي قصر الرئاسة أثنى فيها على خدمتهم الجليلة وأكد قربه الروحي منهم ومن ذويهم بالصلاة وسأل الله رب السموات أن يباركهم ويقويهم بنعمته وأنواره، آملا أن يعززوا من خلال خدمتهم العامة وفي الذكرى المئوية لقيام الجمهورية البرتغالية، بناء مجتمع أكثر عدلا ويوفروا مستقبلا أفضل للجميع.








All the contents on this site are copyrighted ©.