2010-05-02 15:26:39

زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى مدينة تورينو: عظة البابا خلال القداس الإلهي


قام البابا بندكتس السادس عشر هذا الأحد بزيارة إلى مدينة تورينو الشمالية استهلها في ساحة سان كارلو حيث التقى مستقبليه المدنيين والروحيين قبل أن يترأس الذبيحة الإلهية ويتلو صلاة افرحي يا ملكة السماء. في عظته خلال القداس الذي شارك فيه عشرات آلاف المؤمنين قال البابا إن الكفن المقدس المعروض حاليا في كاتدرائية المدينة يذكرنا بأن المسيح الذي صُلب، وشاركنا آلامنا، قام من بين الأموات ويريد أن يجمعنا كلنا بواسطة محبته. وهذا ما يمنحنا رجاء رائعا، قويا وصلبا. أكد البابا أن المسيح صُلب لينتصر على الشر، مذكرا بالوصية الجديدة التي تركها يسوع لتلاميذه وهي أن يحبوا بعضهم بعضا كما أحببهم هو. وقال الحبر الأعظم إذا عملنا بموجب هذه الوصية يبقى معنا المسيح الذي جعل من نفسه مثالا ومصدرا للحب الحقيقي، حب لا يعرف حدودا يسمح بتخطي جميع المشاكل.

بعدها تطرق البابا في عظته إلى أبرز المشاكل التي تعاني منها المدينة، متوقفا بنوع خاص عند المصاعب التي يعاني منها العمال لاسيما أولئك الذين يفتقرون إلى وظيفة ثابتة. وأضاف يقول: أفكر أيضا بالعائلات والشبان والمهمشين والمهاجرين والأشخاص المسنين الذين يعانون غالبا من الوِحدة. أكد بندكتس السادس عشر أن يسوع أعطانا هذه الوصية الجديدة، وطلب إلينا أن نعيش محبتَه لنعلن على العالم كله مجيء ملكوت الله. لكن وللأسف تطغى على قلب الإنسان مشاكل كثيرة تزرع بذور الانقسام والأحقاد بين البشر، غير أن المسيح وعدنا بالبقاء دوما إلى جانبنا ليجعلنا قادرين على عيش تلك المحبة السخية والشاملة القادرة على تذليل كل العقبات. إذا اتحدنا مع المسيح نستطيع أن نحب بهذه الطريقة.

هذا ثم توجه الحبر الأعظم إلى الكهنة قائلا لهم: إن العمل في كرم الرب غالبا ما يكون مضنيا فالمتطلبات كثيرة والمشاكل ليست بقليلة، لكن ينبغي أن تنمّو علاقتكم مع الله من خلال الصلاة اليومية التي تمنحكم قوة إعلان بشرى الخلاص السارة، اجعلوا من الإنجيل المقدس محورا لحياتكم وكونوا على الدوام شهودا لمحبة الله. بعدها شجع بندكتس السادس عشر العائلات على عيش البعد المسيحي للحب من خلال النشاطات اليومية وفي العلاقات العائلية. أما العاملون في الحقل الجامعي فحثهم البابا على البحث دوما عن الحقيقة، كما دعا المسؤولين عن الإدارات الرسمية للعمل والتعاون في سبيل تحقيق الخير المشترك. وأكد أن المسيحية لا تحد إطلاقا من حرية الإنسان بل على العكس تسعى إلى الارتقاء بالإنسان نحو الحرية الحقيقية التي تجد كمالها في إطار "حضارة المحبة".

وتوجه البابا إلى الشبيبة أيضا مشجعا إياهم على عدم فقدان الرجاء المرتكز إلى قيامة المسيح من بين الأموات التي شكلت بداية عالم جديد ملؤه الفرح، عالمٍ لا مكان فيه للألم والحقد والكراهية بل لمحبة الله القادرة على تبديل كل شيء.








All the contents on this site are copyrighted ©.