2010-05-01 15:08:23

الأول من مايو عيد العمل: بين الأزمة الاقتصادية العالمية والبطالة واستغلال المهاجرين


يتزامن الأول من مايو هذه السنة مع احتداد الأزمة الاقتصادية العالمية وازدياد معدّل البطالة وانتشار أشكال جديدة لاستغلال العمّال المهاجرين. في اليونان التي عصفت بها أزمة مالية لا سابق لها انعكست وإنْ بشكل أقلّ خطورة على بلدان منطقة اليورو نزل المواطنون إلى الساحات للتنديد بالاقتطاعات التي فرضتها الحكومة على الأجور بهدف احتواء تفاقم الأزمة ووفقا لتوجيهات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي. وتهدف السلطات اليونانية لخفض الإنفاق بقيمة 24 مليون يورو وتقليل عجز الموازنة بنسبة 10 نقاط مئوية والذي يبلغ حاليا 14% من الناتج المحلي الإجمالي. في تركيا ولأول مرة منذ ثلاثين سنة تجمّع المواطنون في ساحة التقسيم في وسط اسطنبول حيث قُتل في الأول من مايو لثلاثين عاما خلا عشرات المتظاهرين على فئات يمينية متطرفة تدعمها أجهزة الاستخبارات التركية. السلطات الأمنية نشرت اثنين وعشرين ألف شرطي لتحاشي حصول مصادمات بين المتظاهرين والشرطة. في سريلانكا وبلدان آسيوية عديدة جرت تجمعات ومسيرات وتظاهرات دينية أيضا حيث قام رئيس أساقفة كولومبو بمباركة طاقم سفن الصيد والمراكب أيضا في مبادرة تقليدية في ما نظّمت الكنيسة الأنغليكانية في البلاد لقاء دينيا لجميع العمّال.  ما أهمية العمل؟ سؤال يطرحه العاملون في مختلف أنحاء العالم. العمل هام لأنه جزء من حياة الإنسان يُذكّر بعمل الخلق ويجب اعتباره منبع كرامة للشخص البشري والبشرية كلها. الأول من مايو يتزامن هذه السنة مع تنامي موجة من كره الأجانب والتعديات العرقية بحق جماعات المهاجرين في بلدان عديدة في العالم. في ختام مؤتمرهم الثامن حول الهجرة في مالاغا بإسبانيا أشار الأساقفة الأوروبيون إلى تواجد 34 مليون مهاجر اليوم في أوروبا بينهم 12 مليونا قادمون من بلدان الاتحاد الأوروبي وإلى ضرورة اعتبار حضور المهاجرين في أوروبا ورقة رابحة للحاضر والمستقبل لأنهم يحملون معهم إسهاما إيجابيا وليس فقط اقتصاديا. رئيس أساقفة ميلانو الكردينال تيتامانتسي دعا من جهته إلى توفير عمل ثابت ومُشرِّف للشبيبة والمهاجرين يتجاوب مع الاحتياجات اليومية التي يفرضها المجتمع. دعا الكردينال تيتامانتسي إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة من خلال مبادرات تضامن مع الأكثر حاجة. رئيس الجمهورية الإيطالية نابوليتانو دعا إلى تقييم العمل والإقرار بحقوقه. أمر يدخل في نطاق السياسات الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية. مع ذلك علينا ألا ننسى معنى هذا العيد اليوم الذي يُشكل فرصة للتعبير عن الآراء بحرية من قبل عالم العمل والاحتفال بالإنجازات الاجتماعية التي تحقّقت.








All the contents on this site are copyrighted ©.