البابا يستقبل أساقفة ليبيريا، غامبيا وسيراليون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية

استقبل البابا بندكتس السادس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة ليبيريا، غامبيا وسيراليون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية. توقف الحبر الأعظم في مستهل كلمته عند سينودس الأساقفة الخاص بأفريقيا الذي عُقد في الفاتيكان الخريف الماضي، وقال إنه شكل خبرة غنية للأساقفة الأفارقة الذين جددوا التزامهم في الخدمة الأسقفية وتطرقوا إلى مسائل عدة تعني الكنيسة في القارة السوداء.

أثنى البابا على الجهود الحثيثة التي يبذلها الأساقفة الكاثوليك في الدول الأفريقية الثلاث بهدف نشر رسالة الإنجيل وتثبيت شعب الله بالإيمان. وحث الأساقفة على حماية الشعب من الشرور المحدقة بهم والجهل ليصيروا أبناء ملكوت الله، ودعا أيضا إلى البحث عن وحدة ورخاء العائلة المسيحية المبنية على سر الزواج، خصوصا في المجتمعات الأفريقية المطبوعة بحالات الطلاق وتعدد الزيجات. وطلب الحبر الأعظم إلى الأساقفة الدفاع عن كرامة المرأة وحقوقها الرئيسة، وإيلاء اهتمام أكبر بتنشئة الأشخاص المدعوين إلى الحياة المكرسة، لاسيما كهنة الغد.

بعدها أشاد الحبر الأعظم بالدور الذي تضطلع به الكنيسة الكاثوليكية في المجتمع وبإسهامها القيم في الحقول التربوية والصحية حيث تقدم خدمة سخية للجميع بدون تفرقة أو تمييز. وأشار بنوع خاص إلى الرعاية التي يُحاط بها اللاجئون والمهجرون في الدول الأفريقية، كما دعا رعاة الكنيسة للسعي إلى مكافحة الفقر شرط أن تندرج هذه المحاولات في إطار احترام كرامة الكائن البشري، وحضهم على تشجيع الأشخاص المعنيين على أن يكونوا رواد نموهم الأصيل. وشدد البابا على ضرورة أن تصبو المناهج التربوية إلى إعداد أجيال الغد ليكونوا مواطنين مسؤولين يبحثون عن خير مجتمعهم وأمتهم، مثنيا أيضا على الجهود الآيلة إلى مكافحة آفة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وختم الحبر الأعظم كلمته إلى الأساقفة الأفارقة مؤكدا أنه يصلي على نية مسيرة "المصالحة في العدالة والحقيقة" التي أطلقتها الكنيسة المحلية، سائلا الله أن تأتي بثمارها المرجوة. ثم شجع الأساقفة على تعزيز الحوار مع أتباع الديانات الأخرى، لاسيما الإسلام، والقضاء على كل شكل من أشكال انعدام التسامح والظلم، مذكرا بضرورة أن تشهد الكنيسة دوما لمحبة يسوع، ربنا ومخلصنا، التي لا تعرف حدودا عرقية وتعانق جميع الرجال والنساء.