2010-04-25 10:03:14

الذكرى الخامسة والتسعون لمجازر الأرمن


مجزرة الأرمن. مجزرة ندر مثيلها في التاريخ. خططتها ونفذتها السلطات العثمانية. لقد صدم هول المجازر الرأي العالمي بعد ارتكاب المجزرة في مطلع القرن العشرين وازداد الشعور بالإحباط ليس فقط بسبب العجز عن إيقاف إبادة الشعب بأكمله بل أيضا بسبب الفشل في فرض العدالة ومعاقبة المجرمين وتعويض ضحايا المجازر. خمس وتسعون سنة مضت على تلك الأيام الرهيبة والشعب الأرمني بأكمله ما زال يحيي ذكرى أولئك الشهداء الذين تجاوزوا المليون ونصف المليون والتي تقام ليلة 24 أبريل من كل عام. ففي تلك الليلة اعتقلت السلطات العثمانية أكثر من 200 من قادة ووجهاء الأرمن في اسطنبول. ومئات آخرون اعتُقلوا في وقت لاحق. نُقلوا كلهم  إلى سجن الأناضول وأبيدوا هناك.

هذه السنة أيضا كما وفي كل سنة،

مذابح الأرمن على يد الأتراك خلال الحرب العالمية الأولى على خلفية اتهامات الأتراك للرعايا الأرمن في الإمبراطورية العثمانية بمساندة روسيا خلال الحرب. مجزرة كشفت أهوال الحرب العالمية الأولى وأدّت إلى تطوير اتفاقيات جنيف الأربع المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب وحماية العسكريين في أرض المعركة. لا بد من قوانين دولية تُلزم جميع الدول بالتدخل لوقف المجازر ومحاسبة مرتكبيها بصرف النظر عن المصالح التي تتذرع بها العديد من الدول للسكوت عن المجازر فالأولوية للمصلحة الإنسانية الشاملة علما بأن أمريكا تتردد في الاعتراف بالمجزرة الأرمنية كي لا تتضرر مصالحها وتحالفها مع تركيا وغيرها من الدول. إسرائيل أيضا فضّلت علاقتها مع تركيا رغم تعرض اليهود للإبادة ومعاناتهم من المتنكرين لحدوثها. وليس من قبيل الصدفة أن حصل استدعاء للسفراء من قبل واشنطن وأنقرة التي دعت إلى عدم التصويت على النص، الذي يُقر بالمجزرة الأرمنية ويُصر على استخدام تعبير إبادة، في جلسة عامة في الكونغرس الأمريكي.  تُرى هل انتهى شهر العسل بين الولايات المتحدة وتركيا؟ خصوصا بعد أن حذّرت أنقرة في كل الأحوال من عدم استخدام هذا النص كورقة ضغط على  تركيا في الجهود القائمة لتطبيع العلاقات مع أرمينيا والتي جمّدتها هذه الأخيرة منذ أيام قليلة بدافع وضع الأتراك شروطا مسبقة. في 29 من أغسطس 1985 تمّ الاعتراف بإبادة الأرمن من قبل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ثم من قبل البرلمان الأوروبي عام 1987. وكانت فرنسا أول دولة أوروبية اتخذت خطوة الاعتراف بإبادة الأرمن بموجب قانون صدر عام 2001 ونص على أن فرنسا تعترف علنا بالإبادة الأرمنية عام 1915 بدون أن تُحمّل الأتراك بالاسم مسؤولية ذلك.  على كل حال إن ذكرى مجازر الأرمن تحمل على التفكير بمجازر تحصل كل يوم في العراق وأفغانستان في أنغولا ونيجيريا في الهند وباكستان وفي الأراضي الفلسطينية زارعة قتلى وضحايا يأمل البشر ذوو الإرادة الطيبة بألا ينساها أو بالأحرى يتناساها عالم سادته روح الفردية والأنانية واضمحلت فيه مشاعر المقاسمة والقدرة على الذكرى. 








All the contents on this site are copyrighted ©.