2010-04-18 15:05:11

الأحد الثالث بعد القيامة: محطة روحية عند كلمة الحياة


قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

المحبة هي ميزة المسيحي الحقيقي، فهي تظهره تلميذا للمسيح المصلوب الذي لم تكن لديه علاقة بالأمور الأرضية؛ من دون المحبة حتى الشهادة لا تفيد أبدا.

لنقتني إذا هذه الموهبة الممتازة ولنحب بعضنا بعضا، ولا تقولوا لي: "إننا نحب لأن لدينا بعض الأصدقاء"، حيث واحد لديه اثنان وآخر ثلاثة وآخر أربعة؛ ليست هذه محبة حقيقية نقية مسيحية ومتفقة مع مشيئة الله، إذ إن كل من لديه المحبة التي يريدها الله لا يحب أصدقاءه الذين يحبونه وحسب، بل كل الناس وحتى أعداءه الذين يكرهونه ويظلمونه.

يقول الرب يسوع: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات" (متى 5/ 44-45).

كم كان سيكون عالمنا مختلفا لو كانت المحبة سائدة في كل مكان! لما كانت هناك ضرورة لقوانين ومحاكم وعقوبات، ولا أحد كان سيظلم القريب والجار وكانت ستختفي النزاعات والقتال والحروب والفوضى والطمع والظلم كله، ولكان الشر مجهولا بالكلية لأن المحبة تملك ميزة وحيدة تميزها عن الفضائل الأخرى وهي أنها لا تترافق مع بعض النقائص.








All the contents on this site are copyrighted ©.