2010-04-17 19:18:13

البابا يلتقي رئيس جمهورية مالطا ثم يزور مغارة القديس بولس في رباط: بولس الرسول أبوكم الروحي في الإيمان المسيحي


توجه البابا بندكتس الـ16 من مطار لوقا إلى القصر الجمهوري في سيارة باباموبيل برفقة رئيس أساقفة البلاد المطران بول كريمونا، وسط هتافات وأهازيج المواطنين والمؤمنين وأنشد له فريق من الأطفال التهاني بعيد ميلاده الثالث والثمانين في باحة القصر الرئاسي.

اجتمع رئيس البلاد جورج أبيلا إلى البابا في مقابلة خاصة، وأقام بعدئذ حفل استقبال على شرفه شارك فيه رئيس الحكومة والوزراء ورئيس البرلمان والنواب. وجرى تبادل الهدايا الرسمية فقدم البابا لوحة فسيفساء تمثل غرق سفينة القديس بولس عند شواطئ مالطا، أنجزها مشغل القديس بطرس بالفاتيكان، فيما أهدى الرئيس أبيلا لوحة زيتية من صنع فنان مالطي. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، حيا البابا أعضاء اللجنة الحكومية المنظِمة التي هيأت وأعدت لزيارته مالطا.

وإلى رباط على بعد 13 كيلومترا غرب العاصمة فاليتا، توجه الحبر الأعظم في سيارة باباموبيل حاجا إلى مغارة القديس بولس حيث يؤكد المؤرخون نزول الرسول بولس هناك لألف وتسعمائة وخمسين عاما خلا وسجنه وتبشيره من ثم سكان الجزيرة بالمسيح. زار الكنيسة الكبرى أولا حيث استقبله كاهن الرعية  بحضور زهاء 250 مرسلا داخلها، ونزل من ثم إلى المغارة المعروفة باسم القديس بولس وتلا فيها الصلاة ووقع على سجلها الذهبي وقدم للمقام شمعة مغلفة بالفضة. 

في الباحة الخارجية للمغارة، رحب المطران بول كريمونا بالأب الأقدس وسط فرح المؤمنين العارم وهتافاتهم، قائلا إن شعب مالطا مستعد لتلقف كلام خليفة بطرس الذي يغني الكنيسة بتعاليمه اللاهوتية والروحية.

من جهته، ألقى بابا روما كلمة شدد فيها على أن غرق سفينة القديس بولس ومكوثه ثلاثة أشهر على الجزيرة تركا أثرا لا يمحى من تاريخ مالطا، وأن كلمات رسول الأمم دعوة للشجاعة والعزم والثقة بعناية الله القديرة. وأضاف أن وصوله إلى الجزيرة لم يكن مبرمجا قط، مثلما حدث له على طريق دمشق حيث غير الناصري القائم من الموت حياته وفكره وغيرته؛ وقال إن بولس هو أبوكم الروحي في الإيمان.

أكد بندكتس الـ16 أن كلمة الإنجيل قادرة اليوم أيضا على ولوج حياة الكثيرين وتغيير مجرى الهداية نحو حياة جديدة ومستقبل رجاء وآمال، فدعا أبناء الجزيرة لعيش إيمانهم كاملا مع عائلاتهم وأصدقائهم، في أحيائهم وأماكن شغلهم وفي مختلف مشارب النسيج الاجتماعي. وحض على درء الأخطار عن قدسية الحياة البشرية والزواج والأسرة التي يحتاجها عالم اليوم قيماً أخلاقية أساسية لوجود الحرية الحقة والتقدم الأصيل.








All the contents on this site are copyrighted ©.