2010-04-02 14:28:51

عظة البابا خلال قداس عشاء الرب في كاتدرائية يوحنا اللاتيران


ترأس البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس الخميس قداس عشاء الرب في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتيران بروما، قام خلاله بغسل أرجل اثني عشر كاهنا تيمنا بالمسيح الذي غسل أرجل تلاميذه خلال العشاء الأخير. ألقى الحبر الأعظم عظة توقف في مستهلها عند ما حصل خلال العشاء الأخير، حسب رواية القديس يوحنا الإنجيلي خاصا بالذكر قيام المسيح بغسل أرجل تلاميذه علامة للتواضع وتلت العشاءَ الأخير صلاةُ المسيح الكهنوتية.

تابع البابا يقول: عندما يتحدث يسوع المسيح في صلاته عن الحياة الأبدية يعني بذلك الحياة الأصيلة والحقيقية التي تستأهل أن يعيشها الإنسان، ولا يعني فقط الحياة بعد الموت. هذه الحياة تكمن في التعرف إلى الله الآب وابنه يسوع المسيح.

أكد بندكتس السادس عشر أن العلاقة بين المؤمن والرب، الذي هو الحياة، تساعد الإنسان على السير باتجاه الحياة الأبدية متخطيا حالة الموت. نحن المؤمنون نتمسك بالله، بيسوع المسيح القائم من الموت ونجعله يقود خطانا، وبهذه الطريقة نحيا أيضا من خلال الموت، لأن من هو الحياة لن يتخلى عنا أبدا.

يقول المسيح إن معرفة الله تصبح حياة أبدية. لكن هذه المعرفة لا تقتصر فقط على المعرفة الخارجية أو السطحية. أن نعرف الله أو المسيح يعني أن نحبه، وأن نتحد به بفضل هذه المعرفة وهذه المحبة. نحيا فعلا عندما نصبح أصدقاء المسيح ونعيش حياة حوار وتواصل معه.

بعدها قال البابا إن المسيح وفي صلاته الكهنوتية صلى كي يكون جميع تلاميذه واحدا، صلى من أجل جميع تلاميذه، تلاميذ ذلك الزمن وتلاميذ المستقبل. إن صلاة المسيح الكهنوتية جاءت كأحد أسس الكنيسة التي أبصرت النور من خلال صلاة المسيح وعمل الرسل التبشيري. شاء المسيح أن يستمر نشاط الرسل على مر العصور وأن يجمع إعلانُ البشرى السارة جميع البشر بعد أن يتعرفوا على الله وابنه يسوع المسيح. وقد صلى المسيح أيضا كيما تحمل وحدة التلاميذ العالمَ على الإيمان برسالة ابن الله، لذا ينبغي أن تكون وحدةً منظورة تشهد على رسالة يسوع المسيح أمام كل البشر وعلى مدى التاريخ.

صلاة المسيح الكهنوتية تدعونا إلى إجراء فحص ضمير. يسأل الرب كل واحد منا: هل أنت تعيش بواسطة الإيمان وباتحاد معي ومع الله الآب؟ أم أنك تعيش من أجل ذاتك وحسب بعيدا عن الإيمان؟ ألست هكذا مسؤولا عن الانقسام الذي يشوه رسالتي في العالم؟ عندما نتأمل بآلام المسيح وموته في هذا الأسبوع المقدس ـ ختم البابا عظته ـ ينبغي أن نشعر أيضا بألم المسيح الناتج عن انقسامنا وعدم إتمامنا لمشيئته، وعن مقاومتنا لمحبته ورفضنا الوحدة الواجب أن تشهد للعالم على رسالته الخلاصية.








All the contents on this site are copyrighted ©.