ردود الفعل على الحملة الإعلامية بشأن التجاوزات الجنسية من قبل بعض الكهنة

تعليقا على الحملة الإعلامية التي استهدفت مؤخرا شخص البابا بندكتس السادس عشر بشأن التحرش الجنسي بالأطفال من قبل بعض الكهنة وردا على الهجمات التي شنّتها صحيفة نيويورك تايمز بشأن حالات تجاوزات جنسية وصمت الفاتيكان المزعوم حسب الصحيفة علّق المونسينيور برونو فورتِه رئيس اللجنة الأسقفية لعقيدة الإيمان بالقول إن شجاعة البابا ومواقفه الشفافة تصرفٌ يزعج البعض. وكما يحصل لمن يشهد للحقيقة انطلاقا من المسيح الذي هو الحق فإن البابا يدفع ثمن شهادته. أضاف المونسينسور فورتِه أن تعاليم الحبر الأعظم تتميز بعمق معانيها إذ إن البابا يعالج جميع المسائل بجرأة ما يزعج البعض في مجتمعنا الحالي حيث أضحى كل شيء قابلا للنقاش. لقد ندّد البابا بقوة بظاهرة التحرش الجنسي وقال إنها خطيئة ضد الله. وبان موقفه بوضوح في رسالته إلى أساقفة ايرلندا. وهو موقف الكنيسة كلها ينطلق من نقاط ثلاث: الحاجة إلى الحقيقة والعدالة أمام الله وأمام البشر؛ التضامن العميق مع الضحايا؛ والصلاة من أجل خلاص الجميع الأبدي، ضحايا كانوا أن مذنبين. من جهته وصف وزير الخارجية الإيطالي فراتيني التهجم على البابا "بالمشين والمخزي" في إشارة إلى ما نشرته الصحيفة الأمريكية من اتهامات للكردينال راتسينغر بالصمت في قضية كاهن أبرشية ميلووكي الأمريكية المتهم بالتحرش الجنسي بالأطفال. أضاف الوزير الإيطالي أن البحث عن فضيحة بأي ثمن يحجب الحقيقة ويعمل على نسيان شجاعة وشفافية البابا الذي خلافا لما يقال وقف في وجه المشكلة الحساسة والمؤلمة. أما صحيفة أفينيري التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا فعادت لتقول إن الحملة الإعلامية ضد البابا ستسير إلى الأمام لأن الأمر لا يتعلق فقط بحماية الضحايا إنما أيضا بوضعية الكنيسة وبالأحرى ومن وجهة نظر النيويورك تايمز، كتبت أفينيري، على الكنيسة أن تكفّ عن كونها كنيسة لتتكيّف مع قواعد العالم. لكن الكنيسة لن تعدل أبدا عن أداء رسالتها الخلاصية مهما كلّف الثمن وستسعى لإزالة كل عائق في داخلها يمنع من أداء هذه الرسالة في خدمة الآخرين وإعلان البشرى السارة على الجميع. على كل حال، مضت صحيفة أفينيري إلى القول، ازدادت هذه الهجمات مؤخرا في محاولة لاستهداف شخص البابا وتفاقمت لتصل إلى درجة المؤامرة. مؤامرة حاكتها شريحة أمريكية غاضبة على الكاثوليك المقربين من بوش أو للانتقادات من قبل جزء كبير من الأساقفة الأمريكيين لإصلاح النظام الصحي الذي شاءه الرئيس أوباما.