2010-03-14 14:52:20

إنجيل الأحد الرابع من الصوم: محطة روحية عند كلمة الحياة


وكان العشارون والخاطئون يدنون منه جميعا ليستمعوا إليه. فكان الفريسيون والكتبة يقولون متذمرين: "هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم!" فضرب لهم هذا المثل قال: "كان لرجل ابنان. فقال أصغرهما لأبيه: يا أبت أعطني النصيب الذي يعود عليّ من المال. فقسم ماله بينهما. وبعد بضعة أيام جمع الابن الأصغر كل شيء له، وسافر إلى بلد بعيد، فبدد ماله هناك في عيشة إسراف. فلما أنفق كل شيء، أصابت ذلك البلد مجاعة شديدة، فأخذ يشكو العوز. ثم ذهب فالتحق برجل من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى الخنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه أحد. فرجع إلى نفسه وقال: كم أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا! أقوم وأمضي إلى أبي فأقول له: يا أبت إني أخطأت إلى السماء وإليك. ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا، فاجعلني كأحد أجرائك. فقام ومضى إلى أبيه. وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فأشفق عليه وأسرع إليه، فالقى بنفسه على عنقه وقبله طويلا. فقال له الابن: يا أبت، إني خطئت إلى السماء وإليك، ولست أهلا بعد ذلك لأن أدعى لك ابنا. فقال الأب لعبيده: أسرعوا فأتوا بأفخر حلة وألبسوه واجعلوا في إصبعه خاتما وفي رجليه حذاء، وأتوا بالعجل المسمن واذبحوه فنأكل وننعم، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوجد. فأخذوا يتنعمون.

(لوقا 15/1-3. 11-32)

 

قراءة من القديس أغسطينس (+430)

 

لا تستسلمي يا نفسُ إلى الأباطيل التي تصم أذن قلبك عن السماع بل أصغي أنت إلى الكلمة الذي يهتف قائلا: ارجعي، ارجعي! إنك تجدين راحة تامة حيث لا يعرف الحبيب هجرا من قبل حبيبه إلا إذا تخلى هو عنه. تأملي هذه الأشياء، إنها تذهب تاركة المحل لسواها حتى يتكون العالم بأسره من مجموعها الحقير، وقال كلمة الله: أأذهب إلى مكان آخر؟

أقيمي فيه يا نفسي وسلميه ما أخذتِ منه فإنكِ سئمتِ من الفشل الدائم. واستودعي الحقيقةَ ما سلمتك الحقيقةُ فلن تخسري شيئا بل تستعيدين جمال ما فسد وتَشفَين من جميع أمراضك وتجددين فيك عناصرك السائرة إلى الهلاك، فتتحسنَ وتتمسكَ بك ولن تجرّك إلى اللجّة بل تمكث معك قرب الله الذي يثبت ويبقى إلى الأبد. (اعترافات 4)








All the contents on this site are copyrighted ©.