"مسار صحيح في أجواء مضطربة" تعليق للأب اليسوعي فدريكو لومباردي

جاء في تعليق للمدير العام لإذاعة الفاتيكان الأب اليسوعي فدريكو لومباردي بعنوان "مسار صحيح في أجواء مضطربة" ما يلي: في نهاية هذا الأسبوع حيث انصب اهتمام الصحافة الأوروبية على مسألة التحرش الجنسي بالأطفال من قبل أشخاص داخل مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية لا بد من الإشارة إلى ثلاث ملاحظات. أولا إن الخط الذي اعتمده مجلس أساقفة ألمانيا كان المسار الصحيح لمواجهة هذه المسألة في مختلف نواحيها. كلمات رئيس هذا المجلس، بعد لقائه مع البابا، تؤكد ضرورة الإقرار بالحقيقة ومساعدة الضحايا وتقوية الوقاية والتعاون الوثيق مع السلطات بما فيها القضائية المدنية لما فيه خير المجتمع. رئيس مجلس أساقفة ألمانيا كرّر بدون أي تردد رأي الخبراء حول ضرورة عدم الخلط بين مسألة البتولية ومسألة التحرش الجنسي. البابا شجّع موقف الأساقفة الألمان الذي قد يكون نموذجا لمجالس أسقفية أخرى تعاني من معضلات مماثلة. زد إلى ذلك أن المقابلة التي أدلى بها محامي العدل في مجمع عقيدة الإيمان المونسينيور شارلز شيكلونا تشرح بشكل مفصّل معنى القوانين الكنسية للحكم بالجنح الخطيرة وأعني التحرش الجنسي بالقاصرين من قبل رجال دين. واضح بالتالي أن هذه القوانين لم تقم بتغطية تلك الجنح لا بل أطلقت نشاطا واسعا للحكم على المسؤولين عنها وفقا للقوانين الكنسية. لا بد من التذكير أن كل هذه الأحداث انطلقت حين كان الكردينال راتسينغر عميد مجمع عقيدة الإيمان. وكان خطّه صارما في مواجهة أكثر الأوضاع تعقيدا. أخيرا ردّت أبرشية ميونيخ في بيان مفصّل لها على التساؤلات بشأن مسألة كاهن انتقل، حين كان الكردينال راتسينغر رئيس أساقفة المدينة، من إيسين إلى ميونيخ وكان مسؤولا عن حوادث تحرش جنسي بالقاصرين. يؤكد البيان كون رئيس الأساقفة غريبا عن القرارات التي اتُخذت في مرحلة لاحقة وحصلت بعدها حوادث من هذا النوع. واضح بالأحرى أن هناك من حاول في الأيام القليلة الأخيرة، وبإصرار، في ريغنسبورغ وميونيخ، الحصول على أدلة لتوريط الأب الأقدس في مسائل التحرش الجنسي. يتضّح لكل مراقب موضوعي أن هذه الجهود باءت بالفشل. وعلى الرغم من العاصفة فإن الكنيسة تسير في الاتجاه السليم بقيادة وتوجيه قداسة البابا. نأمل بأن يساعد هذا المخاض في نهاية المطاف المجتمع في مجمله كي يتحمّل بشكل أفضل مسؤولية حماية الطفولة والشبيبة وتهيئتها.