2010-02-28 16:29:07

في كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يطلق نداء من أجل ضحايا العنف في العراق


تلقيت بحزن عميق الأنباء المأساوية حول قتل بعض المسيحيين في مدينة الموصل وتابعت بقلق شديد أحداث العنف التي تقع في أرض العراق المعذبة ويذهب ضحيتها أشخاص عزل ينتمون إلى مختلف الديانات. وخلال الأيام الماضية صليت بحرارة على نية جميع ضحايا هذه الاعتداءات وأود اليوم أن انضم روحيا إلى الصلاة من أجل السلام واستتباب الأمن التي أطلقها مجلس أساقفة نينوى. وأعبر عن قربي من الجماعات المسيحية المتواجدة في أنحاء العراق كافة. كونوا على الدوام خميرة للخير في الوطن الذي تنتمون إليه منذ قرون. هذه هي الكلمات التي قالها البابا بندكتس السادس عشر اليوم في أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي كعادته ظهر كل أحد مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال قداسته: خلال هذه المرحلة السياسية الحساسة التي يجتازها العراق أطلق نداء إلى السلطات المدنية لتبذل كل جهد ممكن بهدف ضمان أمن المواطنين، لاسيما الأقليات الدينية الأكثر عرضة للخطر. آمل ألا يضعف أحد أمام تجربة تغليب المصالح الضيقة على أمن جميع المواطنين وحقوقهم الأساسية. وإذ أحيي المواطنين العراقيين المتواجدين اليوم في هذه الساحة، أناشد الجماعة الدولية العمل على ضمان مستقبل مصالحة وعدالة للعراقيين وأسأل بثقة الله الكلي القدرة أن يمنح البلاد هبة السلام الثمينة.

نداء آخر أطلقه الحبر الأعظم في ختام تلاوة صلاة التبشير الملائكي من أجل السكان المتضررين من الهزة الأرضية في تشيلي. قال قداسته: يتوجه فكري أيضا إلى تشيلي، إلى السكان المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذي سبب خسائر بشرية ومادية فادحة. أصلي على نية الضحايا وأعرب عن قربي الروحي من جميع الأشخاص الممتحنين سائلا الله أن يخفف من آلامهم ويمنحهم الشجاعة اللازمة لتخطي هذه المرحلة. وإني لواثق بأن جهات عدة وخصوصا المنظمات الكنسية لن تتقاعس عن القيام بواجباتها.

البابا بندكتس السادس عشر وقبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي استهل كلمته متحدثا عن الرياضة الروحية التي جرت في الفاتيكان على مدى الأسبوع الماضي، مع بداية زمن الصوم، ثم أشار إلى أن الليتورجية تقترح علينا في الأحد الثاني من زمن الصوم قراءة من إنجيل القديس لوقا حيث يقول المعلم الإلهي: "من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (لوقا 9، 23)

القديس لوقا لا يتحدث عن التجلي لكنه يصف هذا الحدث من خلال عنصرين رئيسين: "منظر وجه يسوع الذي يتبدل" و"ثيابه التي صارت بيضا تتلألأ كالبرق" بحضور موسى وإيليا، رمزي الشريعة والأنبياء. وبينما كان القديس بطرس يتكلم ظهر غمام ظللهم، وانطلق منه صوت يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي اخترته فله اسمعوا". بعدها بقي يسوع وحده أمام التلاميذ الثلاثة بطرس، يعقوب ويوحنا. فالمسيح هو الصوت الوحيد الذي ينبغي الإصغاء إليه والشخص الوحيد الواجب اتّباعه.

يذكّرنا التجلي ـ قال البابا ـ بأن الأفراح التي يزرعها الله في حياتنا ليست نقطة الوصول بل إنها أنوار يمنحنا إياها لتضيء مسيرة حجنا الأرضي، كي يبقى المسيح وحده شريعتنا وتكون كلمته البوصلة التي توجه كياننا. هذا ثم حث البابا جميع المؤمنين على التأمل بالإنجيل المقدس خلال زمن الصوم هذا آملا أن تقود كلمة الله حياة رعاة الكنيسة أن يتعمقوا في معرفتها ومحبتها كي تصبح مصدرا لحياتهم وتفكيرهم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.