2010-02-14 16:10:04

البابا يزور مأوى للمشردين تديره كاريتاس روما ويحث تزامنا والاحتفال بالسنة الأوروبية لمكافحة الفقر على الالتزام في بناء مستقبل يليق بالإنسان


تفقّد البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد مأوى المشردين وخدمات هيئة كاريتاس روما بمحطة "ترميني" للقطارات في زيارة رمز من رموز التضامن في المدينة الخالدة، تدخل في إطار لقاءات الأب الأقدس مع عالم الفقر والألم ويشهد من خلالها على محبة الرب للودعاء وتتزامن والاحتفال بالسنة الأوروبية لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي. كان في استقبال الأب الأقدس نائبه العام على أبرشية روما الكردينال أغوسطينو فالّيني ورئيس كاريتاس إيطاليا المطران جوزيبي ميريزي ومدير كاريتاس روما المطران انريكو فيروتشي إلى جانب ممثلين عن السلطات الكنسية، السياسية والمدنية.

وفي كلمته للمناسبة، قال البابا إنه تلقى بفرح دعوة زيارة هذا المأوى الذي يحمل اسم الكاهن لويجي دي لييغرو أول مدير لكاريتاس روما التي أبصرت النور لأكثر من ثلاثين سنة خلت، وأشار إلى أن هذا المأوى أصبح وبفضل سخاء خدمة العديد من العاملين والمتطوعين مكانا تتحقق فيه يوميا كلمات يسوع "لأنّي جعتُ فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنتُ غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني". وأضاف بندكتس السادس عشر أن الكنيسة تحب الفقراء ولن تتركهم، لأنها ترى في وجه كل واحد منهم وجه يسوع وأكد أن شهادة المحبة تنتمي لرسالة الكنيسة إلى جانب إعلان حقيقة الإنجيل، مشيرا إلى أن الإنسان لا يحتاج فقط للغذاء المادي أو المساعدة لتخطي أوقات الشدة.

تابع الأب الأقدس أن الكنيسة، وبخدمتها الفقراء، تلتزم بإعلان الحقيقية حول الإنسان الذي يحبّه الله والمخلوق على صورته، والمفتدى بالمسيح وأشار إلى أن أشخاصا كثيرين قد اكتشفوا ويكتشفون اليوم كرامتهم التي ضاعت أحيانا بسبب أحداث مأساوية ويجدون الثقة ثانية بأنفسهم ورجاء في المستقبل، وقال الحبر الأعظم: من خلال تصرفات ونظرات وكلمات مَن يقدّمون الخدمة في هذا المكان، يلمس العديد من الرجال والنساء أن حياتهم تحميها المحبة، أي الله، وأشار إلى أن هذا اليقين العميق يولّد في قلب الإنسان رجاء قويا، متينا ومشعا، رجاء يهب الشجاعة لمواصلة الحياة بالرغم من الخيبات والمصاعب والمحن التي ترافقها. هذا ودعا بندكتس السادس عشر كل العاملين في هذا المكان ليضعوا مثال يسوع في قلبهم ونصب أعينهم في كل حين، هو الذي أحبّنا حتى الصليب، وحث الجميع على أن يكونوا شهودا فرحين لمحبة الله غير المتناهية.

ذكّر البابا في كلمته بأن زيارته مأوى الفقراء التابع لكاريتاس روما تتزامن والاحتفال بالسنة الأوروبية 2010 لمكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي وحث الكاثوليك وكل إنسان ذي إرادة طيبة، لاسيما المسؤولين في الإدارة العامة والمؤسسات المختلفة، على الالتزام في بناء مستقبل يليق بالإنسان، مكتشفين في المحبة القوة التي تعطي دفعا لتنمية حقيقية ولتحقيق مجتمع أكثر عدلا وأخوة... وأضاف بندكتس السادس عشر قائلا: لتنمية تعايش سلمي يساعد البشر على الاعتراف بأنهم أعضاء عائلة بشرية واحدة، من الأهمية بمكان إعادة اكتشاف أبعاد العطاء والمجانية كعناصر بنّاءة للحياة اليومية والعلاقات بين الأشخاص. ويبان كل ذلك أكثر إلحاحية في عالم تبدو فيه الغلبة لمنطق الربح والبحث عن المصالح الخاصة.

وتابع البابا أن مأوى كاريتاس يشكل لكنيسة روما فرصة ثمينة للتربية على قيم الإنجيل وأشار إلى أن خبرة التطوّع تشكل لاسيما للشباب مدرسة حقيقية يتعلّمون فيها أن يكونوا بناة حضارة المحبة، قادرين على استقبال الآخر في تفرّده واختلافه. وهكذا، يُظهر المأوى أن الجماعة المسيحية تتعاون مع المؤسسات المدنية لتعزيز الخير المشترك، وأمل البابا بأن يمتد هذا التعاون المحقق هنا لأماكن أخرى في روما، لاسيما في المناطق التي تشعر أكثر من غيرها بتبعات الأزمة الاقتصادية وحيث مخاطر الإقصاء الاجتماعي كبيرة، وأكد أن الكنيسة تحب كل إنسان على ما هو عليه لا لما يملك.

وختم بندكتس السادس عشر كلمته بالقول إن مأوى كاريتاس روما هو مكان حيث المحبة ليست مجرّد كلمة أو شعور إنما واقع ملموس يسمح بإدخال نور الله في حياة البشر والجماعة المدنية كلها، وسأل البابا العذراء مريم، خلاص الشعب الروماني أن ترافق الجميع وتساعد كل واحد منهم على جعل هذا المكان بيتا تزدهر فيه الفضائل نفسها الموجودة في بيت الناصرة المقدس.

ـ الكردينال أغوسطينو فالليني نائب الأب الأقدس على أبرشية روما وجه كلمة للمناسبة وصف فيها المأوى "بقرية صغيرة للمحبة" في قلب مدينة روما وحيّا هيئة كاريتاس والعاملين والمتطوعين الذين يظهرون يوميا، وبسخاء كبير أن المحبة أقوى من التهميش، وأضاف أن زيارة البابا تشكل مناسبة أيضا للتأكيد على أن المحبة لا تنفصل عن العدالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.