2010-02-14 15:29:05

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


ثم نزل معهم فوقف في مكان منبسط، وهناك جماعة كثيرة من تلاميذه وحشد كبير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيدا. فرفع عينيه نحو تلاميذه وقال: "طوبى لكم أيها الفقراء، فإن لكم ملكوت الله. طوبى لكم أيها الجائعون الآن، فسوف تشبعون. طوبى لكم أيها الباكون الآن، فسوف تضحكون. طوبى لكم إذا أبغضكم الناس ورذلوكم وشتموا اسمكم ونبذوه على أنه عار من أجل ابن الإنسان. افرحوا في ذلك اليوم واهتزوا طربا، فها إن أجركم في السماء عظيم، فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء. لكن الويل لكم الأغنياء، فقد نلتم عزاءكم. الويل لكم أيها الشباع الآن، فسوف تجوعون. الويل لكم أيها الضاحكون الآن، فسوف تحزنون وتبكون. الويل لكم إذا مدحكم جميع الناس، فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء الكذابين".

(لوقا 6/17. 20-26)

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي

في الطوباوية التاسعة

 

أراد يسوع أن يختم التطويبات بالطوباوية التاسعة، والرقم 9 له مدلول لاهوتي هام جدا. فعدد 9 هو ثلاثة أضعاف عدد 3 الذي يرمز لاهوتيا إلى الثالوث. إن العهد الجديد مليء بهذا الرمز، وعلى سبيل المثال، فقد امضى يسوع ثلاثة أيام في الهيكل، وحين تجلى لتلاميذه على الجبل كا برفقته ثلاثة منهم، كما أنه مكث في القبر ثلاثة أيام... إن أول من أشار إلى الثالوث القدوس بشكل مباشر هو يسوع المسيح. لقد افتتح حياته الروحية بالمعمودية التي شكلت أول ظهور علني للثالوث الأقدس.

لقد بشرنا يسوع بأننا سوف نضطهد ونذل، وسوف نتعرض لكل غساءة ومهانة. كيف لا وهو نفسه لاقى الاضطهاد والصلب، فليس غريبا أبدا أن نلقى المصير ذاته حسب قوله: "ما من تلميذ أسمى من معلمه وما من خادم أسمى من سيده.." (متى 10/24-25).

عانت الكنيسة الاضطهاد على مر العصور، لكونها فقط كنيسة المسيح، وذلك لخنقها والحد من انتشارها. إن البدع والهرطقات التي ظهرت عبر التاريخ كان ترمي للتهتك بالقيم الروحية والتشكيك بألوهية الابن وتشويه صورة الله، بغية تفكيك الكنيسة وشرذمة أبنائها بالإيمان. على كل حال، يطال اضطهاد الكنيسة بشكل عام المؤمنين وبشكل أساسي هيكليتها، لكن لا توجد قوة أرضية تقدر على زعزعتها: "فلن يقوى عليها سلطان الموت". إذ مهما كثرت المحن والشدائد فلن تقوى عليها لأنها برعاية الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.