2010-01-17 15:07:33

البابا يتضامن مع سكان هاييتي ويدعو في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي لحماية المهاجرين واللاجئين القاصرين وللصلاة بلا انقطاع من أجل الوحدة التامة بين المسيحيين


عاد البابا بندكتس السادس عشر ليعبّر عن تضامنه مع سكان جزيرة هاييتي المتضررة من زلزال مدمر ضربها في الثاني عشر من الجاري، وقال بعد صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد إن السفير البابوي يطلعه باستمرار على الأوضاع، وتلقّى بألم نبأ وفاة رئيس أساقفة العاصمة وعدد كبير من الكهنة والرهبان والإكليريكيين، وأضاف: "أواكب وأشجع جهود المنظمات الخيرية العديدة الملتزمة بتلبية حاجات هذا البلد، وأرفع الصلاة من أجل الجرحى والمشردين وجميع الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي".

وكان الأب الأقدس وفي كلمة ألقاها من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان أمام وفود من المؤمنين والحجاج غصّت بهم ساحة القديس بطرس، قد تحدث عن الاحتفال هذا الأحد باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ، وأشار لحضور الكنيسة الدائم إلى جانب هؤلاء الأشخاص إذ يكفي التفكير بالطوباوي جوفاني باتّيستا سكالابريني والقديسة فرانشيسكا كابريني. كما ذكّر البابا برسالته احتفالا بهذا اليوم العالمي لافتا الانتباه لأوضاع المهاجرين واللاجئين القاصرين، وقال: "عاش يسوع المسيح تجربة اللاجئ حينما كان طفلا بسبب تهديدات هيرودس وعلّم تلاميذه استقبال الأطفال باحترام كبير ومحبة".

أضاف الحبر الأعظم: ينبغي اعتبار الطفل على الدوام ـ وبغض النظر عن جنسيته ولون بشرته ـ إنسانا على صورة الله يجب حمايته من كل تهميش واستغلال وشدد بنوع خاص على ضرورة إيلاء كل عناية لازمة كي يحظى القاصرون العائشون في بلد أجنبي على المساعدة لمواجهة المشاكل العديدة، وأضاف البابا: "إني وإذ أشجع الجماعات المسيحية والهيئات الملتزمة بخدمة المهاجرين واللاجئين القاصرين، أحث الجميع على إيلاء اهتمام بالحس التربوي والثقافي، حسب روح الإنجيل الحقيقي".

تابع بندكتس السادس عشر كلمته: عصر اليوم، وبعد أربع وعشرين سنة على زيارة تاريخية أجراها المكرم يوحنا بولس الثاني، سأزور كنيس روما للقاء الجماعة اليهودية في المدينة وطبع مرحلة إضافية في مسيرة الوئام والصداقة بين الكاثوليك واليهود. وأضاف البابا أنه وعلى الرغم من المشاكل والمصاعب، هناك مناخ من الاحترام الكبير والحوار بين مؤمني هاتين الديانتين، مشيرا إلى نضج العلاقات والالتزام المشترك بإظهار ما يجمعهم: الإيمان بالله الواحد قبل كل شيء، إضافة إلى حماية الحياة والعائلة والتوق للعدالة الاجتماعية والسلام.

هذا وذكّر الأب الأقدس بافتتاح أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين من الثامن عشر وحتى الخامس والعشرين من يناير وقال: إنه يشكل، وككل سنة بالنسبة للمؤمنين بالمسيح، فرصة سانحة لإنعاش الروح المسكونية، وللتلاقي والصلاة والتأمل معا. وأشار البابا لموضوع هذه السنة المستوحى من إنجيل القديس لوقا وكلام يسوع لتلاميذه "وأنتم شهود على ذلك"، وأضاف أن إعلان إنجيل المسيح يصبح أكثر مصداقية وفاعلية عندما نصبح أكثر اتحادا بمحبته كإخوة حقيقيين. ودعا بندكتس السادس عشر الرعايا والجماعات الرهبانية والهيئات والحركات الكنسية للصلاة بلا انقطاع من أجل الوحدة التامة بين المسيحيين، لاسيما خلال الاحتفالات الإفخارستية، وختم كلمته قائلا: نكل هذه النوايا الثلاث ـ أخوتنا المهاجرين اللاجئين، الحوار الديني مع اليهود ووحدة المسيحيين ـ إلى شفاعة مريم القديسة، أم المسيح وأم الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.