2010-01-15 13:54:57

كلمة البابا إلى رئيس وأعضاء مجمع عقيدة الإيمان المشاركين في جمعيتهم العامة


شدد البابا بندكتس الـ16 على أن الوحدة الموكلة إلى الحبر الأعظم هي وحدة إيمان أولي يحرسها خليفة بطرس ويدافع عنها من خلال تثبيت الإخوة في الإيمان وهم يجهرون متحدين ومعترفين بيسوع المسيح المصلوب والقائم من الموت، وذلك خلال استقباله اليوم الجمعة في قاعة كليمينتينا بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة لمجمع عقيدة الإيمان يتقدمهم الرئيس الكاردينال وليام جوزف ليفادا.

تابع البابا أن بلوغ شهادة الإيمان المشتركة يشكل أولوية الكنيسة في كل زمن بغية قيادة البشر إلى اللقاء مع الله، فأوكل إلى مجمع عقيدة الإيمان بنوع خاص مهمة حل المشاكل العقائدية العالقة مع أخوية القديس بيوس العاشر التي أسسها المطران لوفيفر. كما أعرب عن سروره لاتحاد قسم من المؤمنين الأنغليكان مع الكنيسة الكاثوليكية فأكد أن انضمامهم لا يعارض أم يعاكس الحركة المسكونية بل يدل على الرغبة المشتركة لبلوغ الوحدة التامة بين تلاميذ المسيح.

ولفت الحبر الأعظم إلى المسائل البيوأخلاقية التي عالجها المجمع في تعليمه حول كرامة الشخص البشري عام 2008 والتي أشار إليها سابقا البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسولية "إنجيل الحياة"، فذكر بأن القيمة الأخلاقية لعلوم الأحياء الطبي ترتكز إلى الاحترام غير المشروط والواجب لكل كائن بشري وفي كل مراحل حياته ووجوده، ودعا إلى تنشئة ضمائر الساعين إلى الحقيقة والمصغين إلى مواضيع يحتكم فيها العقل والإيمان.

وبمواجهة ذهنية سائدة تقول إن الإيمان عقبة أمام الحرية والبحث العلمي وتسعى لتبديل الحقيقة بالتراضي والتوافق، رأى الأب الأقدس أن الإيمان المسيحي يقدم إسهاما حقيقيا حتى في الحقل الأحيائي الفلسفي ويطرح وجهات نظر أخلاقية ثابتة لا يمكن العقل البشري أن يجد حلولا فيها.

وهناك أيضا مضامين مفصلية للوحي المسيحي تلقي الضوء على المسائل البيو أخلاقية، أضاف البابا، مثل قيمة الحياة، البعد العلائقي والاجتماعي للفرد، الربط بين المنحى الوحدوي والخَلقي للجنس وأخيرا مركزية العائلة القائمة على اتحاد رجل بامرأة: هذه المضامين مكتوبة في قلب كل إنسان.

وختم الحبر الأعظم كلمته بالتشديد على أن الشريعة الأخلاقية الطبيعية ليست طائفية على سبيل الحصر أو التوسع، بل إنها تشير إلى القوانين الأولى والجوهرية التي تنظم الحياة الأخلاقية كما جاء في تعليم الكنيسة الكاثوليكية، كما أنها تشكل قاعدة للدخول في حوار مع جميع الناس الساعين للحقيقة ومع المجتمع المدني والعلماني. وهذه الشريعة المكتوبة في قلب كل إنسان تعالج إحدى العقد الأساسية في التفكير حول الحق وتسائل ضمائر ومسؤولية المشرعين كافة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.