2010-01-10 14:58:56

تذكار اعتماد الرب يسوع في الأردن: محطة روحية عند كلمة الحياة


في ذلك الوقت ظهر يسوع وقد أتى من الجليل إلى الأردن قاصدا يوحنا ليعتمد عن يده. فجعل يوحنا يمانعه فيقول: "أنا أحتاج إلى الاعتماد عن يدك، أوَأنتَ تأتي إليّ؟" فأجابه يسوع: "دعني الآن وما أريد، فهكذا يحسن بنا أن نتم كل برّ". فتركه وما أراد. واعتمد يسوع وخرج لوقته من الماء، فإذا السماوات قد انفتحت فرأى روحَ الله يهبط كأنه حمامة وينزل عليه. وإذا صوت من السماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت".

(متى 3/13-17)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

العماد

 

لماذا الماء؟ إن في هذا سرا عميقا له عدة نقاط، فما هي؟ يدور الاحتفال على رموز إلهية: الدفن الموت الحياة، ويتم ذلك بفعل واحد. ففي غطس الرأس في الماء يمثل القبر حيث يُغَطَسُ فيُدفَنُ إنساننا القديم. وفي خروجه منه يطفو ويخرج إنسان جديد. وبهذه السهولة عينها يدفُنُ الله الإنسان القديم ويلبسنا الإنسان الجديد. التغطيس مثلث ليشير إلى أن كل ما ذكر يتم بقدرة الآب والابن والروح القدس. ليس هذا على سبيل المجاز، فلنسمع ما يقوله بولس الرسول: "لقد دفنا معه في موته بالعماد" وأيضا "صُلبَ معه إنساننا القديم" وأيضا "استلقينا عليه بشبه موته". كما يدعى العماد صليبا، وهكذا يدعى الصليب عمادا: "ستعمدون بالماء الذي اعتمدتُ به" وأيضا "على أن أعتمد عمادا لا تعرفونه". وكيما يسهل الغطس علينا في الماء والخروج منه، مات هو أيضا وقام، كما شاء، بل بأعظم سهولة، مع أنه ظل في حكم الموت ثلاثة أيام. بما أننا حسبنا جديرين بتلك الأسرار العظيمة، فلنعش حياة أهلا لها، حياة الكمال.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.