2010-01-06 13:48:35

البابا في قداس عيد ظهور الرب: ما أحوج العالم إلى التواضع الحقيقي والشجاعة


لمناسبة الاحتفال بعيد ظهور الرب الذي شع نوره من مغارة بيت لحم عبر المجوس الآتين من المشرق ليغمر البشرية برمتها، ترأس البابا بندكتس الـ16 القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان عاونه فيه الكاردينالان أتيليو نيكورا وبول جوزف كورديس وألقى عظة شدد فيها على وعد الله للإنسان وتحقيقه وعلى تواضع المجوس وشجاعتهم الحقيقيَين.

لفت البابا إلى أن رجوع المجوس إلى ديارهم لم يكن نهاية قصة بل بدايتها وهؤلاء لم يكونوا الآخرين بل طلائع المسيرة الكبرى للذين أدركوا رسالة النجم عبر العصور وعرفوا السير على طرقات الكتاب المقدس ليصلوا إلى ذلك الطفل الصغير الوديع وهو القوي الجبار، وأردف أن كثيرا من الأشخاص في مسيرة التاريخ يهتدون دوما بنور النجم إلى مكان ولادة الطفل وكل فرد له خبرة المجوس ذاتها.

سطر الحبر الأعظم أن العائلة المقدسة لم تكن بحاجة إلى هدايا المجوس من ذهب وبخور ومر، ولكن تلك الهدايا تدل بعمق إلى فعل عدالة وخضوع إذ أعربوا عن انتمائهم إلى الطفل الملك وأقروا بسلطته. وأضاف أنه منذ ذلك الحين بدأ المجوس السير على درب جديدة يضيء عليها نور جديد، نور بيت لحم الذي ما انفك يسطع في العالم أجمع.

ما الذي يجعل أناسا يرون ويجدون وآخرين لا؟ ما الذي يفتح العيون والقلب؟ وماذا ينقص عند من يظلون لامبالين ومن يرشدون الآخرين في الطريق ولا يتحركون؟ أسئلة طرحها الأب الأقدس فأجاب أنها الثقة المفرطة بالنفس والادعاء بمعرفة الواقع تماما والتسلح بأحكام مسبقة نهائية على الأمور، هي التي تصلّب قلوبهم إزاء جديد الله.

وختم البابا بالقول إن ما ينقص الإنسان هو التواضع الحقيقي والشجاعة الأصيلة التي تحمل على الإيمان بما هو حقا عظيم حتى في شخص طفل وضيع، ودعا للسير قدما في طريق النجم المؤدي إلى الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.