كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

في يوم الأحد الثاني بعد عيد الميلاد والأول من العام الجديد تلا البابا بندكتس السادس عشر في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. أشار الحبر الأعظم في كلمته إلى المشاكل العديدة التي يعاني منها العالم والكنيسة وصعاب الحياة اليومية للأسر، لكن رجاءنا المسيحي ـ والحمد لله ـ لا يستند إلى التوقعات للعام الجديد، لأن رجاءنا متجذر في الله. إننا نضع ثقتنا بالله الذي كشف ـ ومن خلال يسوع المسيح ـ عن رغبته في أن يكون مع الإنسان، أن يشاطره تاريخه. إن القراءات المقدسة التي تقترحها علينا الليتورجيا في هذا اليوم ـ تابع البابا ـ تؤكد أن الله ليس خالق الكون وحسب بل إنه "أب" اختارنا قبل إنشاء العالم ... وقدّر لنا أن يتبنانا" (أفسس 1/4-5) ولهذا السبب أصبح إنسانا: "الكلمة صار بشرا فسكن بيننا" (يوحنا 1/14). لقد تم الإعداد لسر تجسد الكلمة الإلهي في العهد القديم وفي يسوع المسيح أصبحت شريعة الله شهادة حية خُطّت في قلب رجل "حل فيه جميع كمال الألوهية حلولا جسديا وفيه ندرك الكمال" كما يقول القديس بولس الرسول (قولسي 2/9).

أيها الأصدقاء الأعزاء ـ تابع البابا يقول ـ هذا هو الدافع الحقيقي لرجاء الإنسانية: التاريخ بات له معنى لأن حكمة الله تسكنه. لكن على الرغم من ذلك فإن المخطط الإلهي لا يتحقق بصورة تلقائية، لأنه مخطط محبة والمحبة تولّد الحرية وتتطلب الحرية. ملكوت الله موجود في التاريخ وبفضل مجيء المسيح انتصر على قوة الشر. لكن كل إنسان مدعو إلى استقبال ملكوت الله في حياته يوما بعد يوم. ولذا فإن عام 2010 سيكون عاما جيدا بقدر ما يتمكن كل واحد منا ووفقا لمسؤولياته من التعاون مع نعمة الله. فلنتجه صوب العذراء مريم التي تجسد ابن الله في أحشائها بعد أن وافقت على ذلك. في كل مرة يريد فيها الرب أن يخطو خطوة معنا باتجاه "أرض الميعاد" يطرق باب قلبنا، وينتظر أن نقول له كلمة "نعم" فيما يتعلق بالخيارات الصغرى والكبرى. فلتساعدنا مريم العذراء على قبول مشيئة الله بتواضع وشجاعة كيما تساهم تجارب وآلام الحياة في تعجيل مجيء ملكوت الله، ملكوت العدل والسلام. وفي ختام تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه الحبر الأعظم تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.