2009-12-27 13:48:17

صلاة التبشير الملائكي: البابا يتحدث عن عيد العائلة المقدسة


تجمّع آلاف المؤمنين ظهر اليوم في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لرؤية البابا بندكتس السادس عشر والصلاة معه. كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة حين أطل الحبر الأعظم من على شرفة مكتبه الخاص فتعالت هتافات المؤمنين الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم ومعها تصفيق الجماهير. تحدث البابا في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي عن عيد العائلة المقدسة الذي يصادف هذا الأحد وقال بإمكاننا أن نتصور رعاة بيت لحم الذين، بعد بشارة الملاك، "جاؤوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل الموضوع في المذود". لنتأمل نحن أيضا في هذا المشهد ومعناه. وجد أول شهود لولادة المسيح، أي الرعاة، أنفسهم أمام الطفل يسوع وكذلك أيضا أمام عائلة صغيرة: الأم والأب والطفل المولود للتو. لقد شاء الله أن يولد في عائلة بشرية ما جعل منها أيقونة الله! الله ثالوثٌ، شركة محبة، والعائلة هي أول تعبير له. "خلق الله الرجل والمرأة على صورته ومثاله ليُصبحا في الزواج جسدا واحدا" أي شركة محبة تولّد حياة جديدة. العائلة البشرية إذن أيقونة الثالوث أكان للمحبة بين أفرادها أم لرسالتها في إعطاء الحياة. أضاف البابا يقول: تحدثنا ليتورجية اليوم عن يسوع الطفل في الهيكل في أورشليم وعن أبويه اللذين يبحثان عنه فوجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالسا بين العلماء. ردّ يسوع على قول أمه لماذا صنعتَ بنا ذلك؟ قائلا: ولِمَ بحثتما عني؟ ألم تعلما أنه يجب علي أن أكون عند أبي؟ يبدو يسوع في هذا المشهد متحمسا لله والهيكل. ونتساءل ممن تعلّم يسوع محبة أبيه؟ من العائلة بدون شك. من علّمه الطاعة لله أولا؟ هذا يعني أن قرار يسوع البقاء في الهيكل ليس إلا ثمرة تربية تلقاها من مريم ويوسف. وهنا نرى المعني الأصيل للتربية المسيحية: إنها ثمرة تعاون يجب البحث عنه دائما بين المربين والله. العائلة المسيحية تعي أن البنين عطية من عند الله وأنها مدعوة لتربيتهم على الحرية الأسمى أي أن يقولوا "نعم" لله ويعملوا حسب مشيئته. مريم العذراء مثال كامل لهذا "النعم". فلنكل إليها، قال البابا، كل العائلات رافعين الصلوات من أجل رسالتهم التربوية الثمينة. بعدها تلا البابا والمؤمنون صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية. ثم وجه تحيات إلى وفود المؤمنين بالإسبانية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والبولندية والإيطالية متمنيا للجميع أحدا سعيدا. 








All the contents on this site are copyrighted ©.