2009-12-25 11:55:35

عيد ميلاد يسوع المسيح: محطة روحية عند كلمة الحياة


في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله. كان في البدء لدى الله. به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة نور الناس والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات. ظهر رجل مرسل من لدن الله اسمه يوحنا. جاء شاهدا ليشهد للنور فيؤمن عن شهادته جميع الناس. لم يكن هو النور بل جاء ليشهد للنور. الكلمة هو النور الحق الآتي إلى العالم والمنير كل إنسان. كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفه. جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته. أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله: إنهم لم يولدوا من ذي دم ولا من رغبة ذي لحم ولا من رغبة رجل بل من الله. والكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده، مجدا من لدن الآب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق. شهد له يوحنا فهتف: "هذا الذي قلت فيه: إن الذي يأتي بعدي قد تقدمني لأنه كان قبلي". فمن ملئه نلنا بأجمعنا وقد نلنا نعمة على نعمة. لأن الشريعة أعطيت عن يد موسى وأما النعمة والحق، فقد أتيا عن يد يسوع المسيح. إن الله ما رآه أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبر عنه. (يوحنا 1/1-18)

 

قراءة من القديس أفرام السرياني (+373)

 

حديثنا في البكر عن مولده، وهو في عيده معونتُنا الخفية. لا تحسَبنَّ ليلةَ العيد هذه مثل سائر الليالي، عيده هو أجرُه يسمو مائةً غيره، عيدٌ يقاتل السهرُ النعاسَ فيه، وفيه المنشدُ يقاتلُ الصمتَ بألحانه. والعيدُ حاملُ الخيرات وأولُ الأعياد ومبدأُ الأفراح بأسرها.

اليوم الملائكة ورؤساء الملائكة هبطوا الأرض وسبحوا تسبحة جديدة، إنهم لهابطون إلى العيد العجيب ومبتهجون مع الساهرين، وحين سبحوا، كان التجديف ملء الأفواه، بورِكَ بمولد فيه ردد العالم منها ليل المجد.

هذا الليل هو من ضمّ الساهرين في السماء إلى الساهرين في الأرض. أتى الملاك ليجعل في الأرض ملائكة، فغدا الساهرون شركاء الملائكة وغدا المسبحون شركاء السِرافيم. فطوبى لمن غدا كنارة تسبحك وغدا ثوابُه نعمتك.








All the contents on this site are copyrighted ©.