2009-12-16 16:11:20

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن الأسقف جون من ساليزبوري: العالم بحاجة لرسائل تلهمها الحقيقة


لا يعوز عالم اليوم وسائل متطورة للتواصل، بل تدعو الحاجة الماسة إلى إيصال رسائل تكونها الحكمة وتلهمها الحقيقة والخير والجمال، هذا ما قاله البابا بندكتس الـ16 أثناء مقابلته العامة اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وتحدث فيها عن الأسقف جون من ساليزبوري وهو أحد رواد الفلسفة واللاهوت في كاتدرائية شارتر الفرنسية إبان القرن الثاني عشر الميلادي.

قال البابا إن جون المولود في سالزبوري في بريطانيا نحو العام 1120 ينتمي إلى مدرسة كاتدرائية شارتر الفلسفية واللاهوتية وهي إحدى أهم المدارس في هذا المجال في القرون الوسطى، الذي انتقل للعيش فيها على أثر مرافقته توماس بيكيت إلى منفاه في فرنسا، وانتخب أسقفا على شارتر عام 1176 وبقي فيها حتى مماته عام 1180.

استعرض الأب الأقدس فكر الأسقف جون الذي شدد على أن العقل البشري يتوصل لمعرفة أمور محتملة وقابلة للنقاش، ولكن المعرفة البشرية تنمو وتكمل بفضل الاختبار وتكوين أفكار مستقيمة ومتماسكة، مضيفا أن في الله وحده يكمن العلم الكامل الذي ينتقل إلى الإنسان بشكل جزئي بواسطة الوحي الإلهي الذي يعمل اللاهوت على تبيان طاقات العقل ويطوره بتواضع في معرفة أسرار الله.

أضاف البابا أن هناك حقيقة موضوعية وغير متغيرة مصدرها الله، يستطيع العقل البشري أن يدركها وتتعلق بالفعل العملي والاجتماعي، حسب جون من سالزبوري: إنه الحق الطبيعي الواجب أن يلهم الشرائع البشرية والسلطات السياسية والدينية بغية تعزيز الخير العام ومنح كل فرد حقوقه.

بما أن الشرائع المستلهمة من علمانية سليمة للدولة تتضمن صون الحرية الدينية وتلزم بالتكافل والتضامن الوطني والدولي، دان الحبر الأعظم دكتاتورية النسبية التي لا تقر بشيء نهائي بل تترك للأنا ورغباته مقياس الحكم والقرار، كما دعا لحماية الحياة ورفض الإجهاض والموت الرحيم والاختبارات الخطيرة على الأجنة.

وفي ختام مقابلته العامة، حيا البابا المشاركين في رحلة حج إلى روما نظمتها جمعية "أخوّة" أتوا من مختلف المناطق الإيطالية برفقة الكاردينال إنّيو أنطونيللي وأسقف كريما المطران أوسكار كانتوني، وشجعهم على الشهادة بالتزام أكبر لقيم الضيافة والتضامن وخصوصا تجاه الأطفال والأسر الممتحنة. كما دعا الفتيان والفتيات المتوافدين من مدارس ورعايا إيطالية إلى توسيع مطرح في قلوبهم ليسوع الذي يأتي فيشهد لفرحه وسلامه.








All the contents on this site are copyrighted ©.