كلمة البابا اثناء التبشير الملائكي: إن العالم المعاصر يعوزه الرجاء والمسيح هو محور الرجاء

مع بداية السنة الطقسية هذا الأحد الأول من زمن المجيء أي زمن التهيئة لميلاد الرب وقبيل تلاوة التبشير الملائكي، لفت البابا بندكتس الـ16 إلى أن محور الليتورجية هو المسيح وأن المجمع الفاتيكاني الثاني يشدد على أن "الكنيسة تبسط سر المسيح كله على مدار السنة من التجسد والميلاد حتى الصعود وإلى يوم العنصرة وانتظار الرجاء السعيد ومجيء الرب" كما أنها "إذ تحتفل بأسرار الفداء فإنها تفتح للمؤمنين كنوز فضائل ربها واستحقاقاته بحيث تجعلها حاضرة نوعا ما في كل زمن فيستطيع المؤمنون أن يبلغوا إليها وتملأهم نعمة الخلاص" (دستور في الليتورجية المقدسة، 102).

وعن أهمية السنة الطقسية بالنسبة للإنسان والتاريخ، رأى البابا أن العالم المعاصر يحتاج قبل كل شيء إلى الرجاء: تحتاجه البلدان النامية والدول المزدهرة اقتصاديا أيضا، فنعي أكثر فأكثر تواجدنا جميعا على مركب واحد وعلينا أن نخلص جميعا. وحينما نشاهد سقوط الأمن المزيف، نتيقن من حاجتنا إلى رجاء صلب وثابت، ولن نجده إلا في المسيح يسوع الذي هو "أمس واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 13/8).

وأضاف الحبر الأعظم أن الرب يسوع أتى في الماضي ويأتي الآن في الحاضر وسيأتي في المستقبل، فهو يعانق أبعاد الزمن كلها لأنه مات ثم قام من الموت وهو الحي، وبينما يشاطرنا ضعفنا البشري يبقى على الدوام ويهبنا استقرار الله: إنه لحم مثلنا وصخرة مثل الله.

من يتطلع إلى الحرية والعدالة والسلام، تابع البابا، فلينتصب قائما ويرفع رأسه لأن الافتداء بالمسيح قريب (لوقا 21/28). ونستطيع التأكيد أن يسوع المسيح لا يخص المسيحيين أو المؤمنين فقط بل الناس أجمعين، لأنه وهو محور الإيمان، هو أيضا أساس الرجاء الذي يحتاجه الكائن البشري.

ولمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الأيدز الموافق الثلاثاء في الأول من ديسمبر القادم، قال بندكتس الـ16 إنه يفكر ويصلي على نية كل شخص مصاب بهذا الداء، وبنوع خاص الأطفال والمعوزين والمنبوذين، لافتا إلى جهود الكنيسة الكاثوليكية الحثيثة لمكافحة الأيدز عبر مؤسساتها والعاملين فيها. وناشد البابا الجميع كي يسهموا أيضا بصلواتهم ومحبتهم وغيرتهم وانتباههم، فيختبر الذين أصابهم داء الأيدز حضور الرب المانح تعزية ورجاء، وأمل أن تؤول مضاعفة الجهود وتعاونها إلى الحد من هذه الآفة واستئصالها.