2009-11-29 14:17:36

الأحد الأول من زمن المجيء: محطة روحية عند كلمة الحياة


 

"وستظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم وينال الأممَ كربٌ في الأرض وقلق من عجيج البحر وجيشانه وتزهق نفوس من الخوف ومن توقع ما ينزل بالعالم لأن أجرام السماء تتزعزع، وحينئذ يرى الناس ابن الإنسان آتيا في الغمام في تمام العزة والجلال. وإذا أخذت تحدث هذه الأمور فانتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم لأن افتداءكم قريب". "فاحذروا أن يثقل قلوبكم السكر والقصوف وهموم الحياة الدنيا، فيباغتكم ذلك اليوم كأنه الشبك لأنه يطبق على جميع من يسكنون وجه الأرض كلها. فاسهروا مواظبين على الصلاة لتكونوا أهلا للنجاة من جميع هذه الأمور التي ستحدث وللثبات لدى ابن الإنسان". (لوقا 21/25-28. 34-36)

 

قراءة من الكاردينال دانييلو (+1974)

تعال أيها الرب يسوع

 

يظهر لنا المسيح في سفر الرؤيا وكأنه دوما آت. ولمجيئه عدة معاني: أتى المسيح، هو الله أتى إلينا، هو خلاص الله الأعظم: هذا موضوع إيماننا! والمسيح سيأتي وتبلغ فيه جميع الأشياء كمالها وتمامها، كما يؤكد القديس بولس: "إن انتظار الخليقة يتوقع تجلي المجد في أبناء الله". وقال أيضا: "نحن نعلم أن الخليقة كلها تئن وتتمخض حتى الآن. وليس هي فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن أيضا نئن في أنفسنا منتظرين التبني، افتداءَ أجسادنا". فالعالم كله في انتظار وصلاتنا نفسها تبقى مشدودة إلى ذلك الكمال النهيوي.

بهذا النداء: "تعال أيها الرب يسوع"، يجب أن تجمع صلاتنا انتظار جميع الناس المحدقين بنا وكل آلامهم الجسدية والروحية، لأن حياتنا وحياة كل إنسان حولنا هي في مجرى تيار الخلق الشامل، يصب في المسيح يسوع.

والمسيح لن ينفك يأتي. ومجيئه حقيقة حاضرة في كل واحد منا. وهو قائل لنا: "هاءنذا واقف على الباب أقرع. فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي". فإن تركناه يدخل يشركنا في عطاياه وخيراته. ولذلك يطلب منا أن نترقب دوما مجيئه ونفتح له نوافذ قلوبنا. فلنفتح له القلوب ليحقق فينا وبنا ما يشاء ويفجر في أعماقنا ينبوع حب وحياة ليس ينضب! (عناصر لروحانية العلماني اليوم)








All the contents on this site are copyrighted ©.