البابا يتحدث عن عيد يسوع الملك ويقول إن تطويب الأم ماري ألفونسين دعوة للاتكال دوما ـ وبرجاء أكيد ـ على العناية الإلهية وحماية العذراء الوالدية

تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج تجمعوا في ساحة القديس بطرس، وتمحورت كلمته حول عيد يسوع المسيح الملك، في الأحد الأخير من السنة الليتورجية، وقال إن لقب "ملك" المعطى ليسوع فائق الأهمية في الأناجيل ويسمح بقراءة كاملة لشخصيته ورسالته الخلاصية لافتا بداية إلى عبارة "ملك اليهود" ومن ثم "ملك الكون"، ومشيرا لسر موت يسوع المسيح وقيامته وسط مسيرة إعلان ملوكيته. وأضاف البابا قائلا: عندما صلب يسوع، سخروا منه وقالوا:"هو ملك إسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به" (متى 27،42)، وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن الصليب هو علامة ملوكيته، فمن خلال بذل ذاته، أصبح يسوع ملك الكون، كما قال هو نفسه أثناء ترائيه لتلاميذه بعد القيامة: "إنّي أوليت كل سلطان في السماء والأرض". وتابع الحبر الأعظم قائلا إن سلطان يسوع الملوكي ليس سلطان ملوك وعظماء هذا العالم؛ فهو السلطان الإلهي لإعطاء الحياة الأبدية والتحرر من الشر وقهر هيمنة الموت. هو سلطان المحبة التي تعرف التمييز بين الخير والشر، وتليين قلب قاس وحمل السلام حيث النزاع وإشعال الرجاء في الظلمة الكثيفة، كما أن ملكوت النعمة هذا لا يُفرض أبدا ويحترم حريتنا على الدوام. وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن اختيار المسيح لا يضمن النجاح وفق معايير العالم، إنما يضمن ذاك السلام والفرح القادر وحده على إعطائهما. ويظهر ذلك في كل عصر من خلال خبرة رجال ونساء كثر عرفوا ـ باسم المسيح وباسم الحقيقة والعدالة ـ مواجهة إغراءات القوى الدنيوية بأقنعتها المتعددة. وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، تطرق الأب الأقدس لاحتفال تطويب الأم ماري ألفونسين دانيال غطاس في الناصرة، وقال إنها ولدت في القدس عام 1843 في كنف عائلة مسيحية واكتشفت باكرا دعوتها للحياة الرهبانية ويعود لها فضل تأسيس رهبانية بهدف التعليم الديني والتغلب على الأمية وتحسين أوضاع المرأة في تلك الفترة، وأشار الأب الأقدس إلى أن النقطة الجوهرية في روحانية هذه الطوباوية الجديدة تقواها العميقة للعذراء مريم، المثال الساطع لحياة مكرسة بكليتها لله، فكانت الوردية المقدسة صلاتها الدائمة. وأضاف البابا قائلا: إن تطويب الأم ماري ألفونسين عزاء كبير للجماعة الكاثوليكية في الأرض المقدسة ودعوة للاتكال دوما ـ وبرجاء أكيد ـ على العناية الإلهية وحماية مريم الوالدية.