زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى مقر الفاو وخطابه أمام المشاركين في مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي

وصل البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين إلى مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في روما حيث شارك في أعمال مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي يرافقه وفد فاتيكاني رفيع المستوى يتقدمه الكاردينال برتونيه أمين سر دولة الفاتيكان، وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران دومينيك مامبيرتي.

وصل البابا إلى مقر الفاو عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا حيث كان في استقباله مدير عام الهيئة الأممية جاك ضيوف. ولدى دخول الحبر الأعظم قاعة الاجتماعات رحب به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة علي تريكي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني بصفته رئيسا للجمعية العامة لمنظمة الفاو.

ألقى الحبر الأعظم خطابا أمام المشاركين في القمة أكد فيه أن كوكب الأرض يملك ما يكفي من موارد لإطعام جميع سكانه ودعا الجميع إلى بذل الجهود اللازمة للانتصار على الجوع وسوء التغذية. سطر الحبر الأعظم ضرورة أن يتم إيجاد حلول لهذه المشكلة على المدى البعيد من خلال الاستثمار في البنيات التحتية وفي التنمية الريفية، وسائل النقل والسعي إلى نشر التقنيات الزراعية. 

أضاء بندكتس السادس عشر في خطابه الذي ألقاه باللغة الفرنسية على النمو غير المتكافئ بين الدول مشيرا إلى أن آفة الجوع لا تعتمد على النمو الديمغرافي ولذا من الأهمية بمكان أن توضع ميكانيزمات ملائمة لتوزيع الموارد الغذائية على جميع البشر. وقال البابا إن الجماعة الدولية تواجه أزمة اقتصادية ومالية حادة فيما تشير آخر الإحصاءات إلى ارتفاع مقلق في عدد الجياع في العالم، وما يزيد الطين بلة ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات الفقيرة.

تحدث بندكتس السادس عشر عن ضرورة إشراك الجماعات المحلية في الخيارات والقرارات المتعلقة بالإصلاحات الزراعية، لأن النمو البشري الشامل يتطلب اتخاذ خيارات مسؤولة من قبل الجميع، ضمن أطر التضامن والعدالة. وأكد الحبر الأعظم أن القضاء على الجوع يتطلب تحركا دوليا لا يرمي إلى تحقيق نمو متوازن بين البشر وحسب بل إلى وضع أنظمة خلقية، قانونية واقتصادية تؤدي إلى بناء علاقات متزنة بين دول تتفاوت فيها درجات النمو.

اعتبر البابا أن على جماعة الأمم أن تفتح أبواب الأسواق الدولية أمام المنتجات القادمة من المناطق والبلدان الفقيرة، مشيرا مرة أخرى إلى ضرورة الدفاع عن الحقوق الأساسية للكائن البشري بينها الحق في الحصول على المياه وعلى تغذية كافية وصحية. كما ذكّر بندكتس السادس عشر الجماعة الدولية بواجب الحفاظ على البيئة، وأكد أن واجباتنا حيال البيئة مرتبطة بواجباتنا حيال الكائن البشري، إذ لا يمكن الاهتمام بالإنسان وتهميش البيئة أو العكس.

وفي ختام كلمته أشار الأب الأقدس إلى الجهود التي تبذلها الكنيسة في مجال مكافحة الفقر والجوع في العالم، وتشارك أيضا في الجهود التي تبذلها الحكومات من أجل التصدي لهذه الآفة دون أن تتدخل في الشؤون السياسية، وقال إن الاعتراف بالقيمة المتسامية لكل رجل وامرأة يشكل الخطوة الأولى نحو ارتداد القلوب الذي يشكل قاعدة الالتزام في استئصال البؤس والجوع والفقر بجميع أشكالها. وفي الختام خاطب البابا الحاضرين باللغة العربية قائلا: "بارك الله جهودكم لضمان الخبز اليومي لكل إنسان".

 

أمين عام الأمم المتحدة يؤكد خلال افتتاح قمة الفاو بروما أن التغذية حق أساسي

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين لدى افتتاح قمة منظمة الأغذية والزراعة في روما بحضور قادة أجانب وغياب قادة دول مجموعة الثماني أن التغذية حق أساسي. وقال إن عدد الجياع في العالم يزيد عن مليار شخص وإن الأزمة الغذائية التي نواجهها اليوم يجب أن تدق ناقوس الخطر بالنسبة إلى الغد.

مضى بان كي مون إلى القول علينا أن نجري تغييرات جذرية لنؤمن غذاءنا وخصوصا لنحمي الطبقات الأكثر فقرا مشيرا إلى أنه لا بد من زيادة الإنتاج الغذائي بنسبة 70%  لتأمين الغذاء لأكثر من تسعة مليارات نسمة. وقبل ثلاثة أسابيع من القمة العالمية حول المناخ في كوبنهاغن أكد أمين عام الأمم المتحدة أن لا أمن غذائيا في غياب أمن مناخي.

افتتح المدير العام للفاو السنغالي جاك ضيوف القمة بخطاب مقتضب وصف فيه هذا اللقاء بأنه محوري بدافع حضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

 

البيان الختامي

في بيانهم الختامي وضع قادة الدول والحكومات أهدافا إستراتيجية لاستئصال الجوع في العالم من خلال زيادة الموارد المالية الموجهة للزراعة والأمن الغذائي والتنمية الريفية في البلدان النامية. كما قرروا السهر على تطبيق هذه الإستراتيجيات لتخفيض عدد الجائعين والذين يعانون من سوء التغذية إلى النصف خلال العام 2015 حتى ولو استبعد الخبراء إمكانية تحقيق هذا الهدف خلال هذه المدة وكذلك أيضا التدخل المسبق للتصدي للمشاكل وليدة تغير المناخ.