2009-11-08 15:19:41

زيارة البابا الراعوية إلى بريشا وكونشيزيو مسقط رأس بولس السادس


بتمام الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد، وصل البابا بندكتس الـ16 آتيا من روما إلى مطار مدينة بريشا العسكري شمال إيطاليا في زيارة راعوية لبريشا وكونشيزيو مسقط رأس بولس السادس وكان في استقباله أسقف الأبرشية موناري وممثل الحكومة الإيطالية جاني ليتّا وشخصيات سياسية ومدنية وروحية.

هذا وعرج البابا في طريقه على كنيسة رعية القديسة مريم في محلة بوتّيشينو سيرا حيث صلى أمام ضريح القديس أركانجلو تاديني الذي خدم هذه الرعية طيلة حياته وأسس جمعية راهبات عاملات بيت الناصرة المقدس، واستقبله كاهن البلدة وعمدتها وحيا المؤمنين المحتشدين تحت المظلات وحثهم على الغيرة والمحبة والتضامن.

وقبيل وصوله إلى ساحة كاتدرائية بريشا، توقف الحبر الأعظم بعض الوقت أمام النصب الحجري في ساحة لودجا الذي شيد تخليدا لضحايا الاعتداء الإرهابي الثمانية الذين سقطوا في 28 من أيار مايو 1974 جراء متفجرة وضعت خلال تظاهرة ضد الإرهاب الفاشي.

وفي ساحة الكاتدرائية وسط المدينة التي غصت بآلاف المؤمنين على الرغم من المطر الغزير، احتفل الأب الأقدس بالقداس الإلهي وسطر في عظته أن فلس الأرملة بحسب إنجيل اليوم هو مرادف لسخاء من يعطي دون حساب من قليل ما يملك واستعرض شخصية وتعليم البابا بولس السادس ابن مدينة بريشا الذي أحب الكنيسة بكل جوارحه وأرادها بفضائلها وأوهانها أن تسير فقيرة أي حرة، وقوية ومحِبة صوب المسيح، كما كتب في وصيته الأخيرة.

وانطلاقا من تلك الكلمات، دعا البابا الكنيسة كي تكون فقيرة وحرة لتستطيع التحاور مع البشرية المعاصرة وتظل قريبة منها في مواجهة التحديات الآنية مثل الأزمة الاقتصادية العالمية والهجرة وتربية الشباب، وشدد على أهمية الصلاة والتأمل لدعم مسيرة الكنيسة الروحية والاجتماعية.

هذا ورأى الحبر الأعظم أن كلمات بولس السادس ما تزال واقعية اليوم حول ضرورة إرساء علاقة معرفة ومحبة متبادلين بين الكنيسة والمجتمع، وسط عالم ينمو بالعلمنة والعولمة يسعى لتهميش الله ونسيانه.

وأكد الأب الأقدس أهمية تكريس الكاهن بتوليته لله من دون خوف أو تردد، على الرغم من الصعاب والعراقيل التي تواجههم، وحيا كهنة أبرشية بريشا العديدين وسأل أن يكون مثال البابا بولس السادس وقدوته الكهنوتية خير مساعد في مواصلة درب الكهنوت الحلوة والشاقة. أما المؤمنون العلمانيون في بريشا فخصهم البابا بكلمة سطر فيها حيويتهم واندفاع إيمانهم في جميع حقول الرسالة وقطاعات المجتمع.

 

التبشير الملائكي

عقب انتهاء القداس وفي كلمته قبيل تلاوة التبشير، ذكر بندكتس الـ16 بأن بولس السادس احتفل بقداسه الأول في مزار القديسة مريم سيدة النعم، قلب بريشا المريمي النابض، وأوكل كهنوته إلى حماية أم يسوع الوالدية.

وعن العلاقة الشاملة والعضوية بين السيدة مريم العذراء وسر الكنيسة، لفت البابا إلى أن بولس السادس طور رؤيته لها خلال مسيرة حبريته الطويلة فأضيف فصل كامل مكرس للعذراء في دستور عقائدي في الكنيسة من أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1964، كما أنه أعلن القديسة مريم أما للكنيسة، مسطرا أن "إكرامها وسيلة هادفة لتوجيه النفوس صوب المسيح وجمع شملها عند الآب في محبة الروح القدس".

ومع بولس السادس، تلا الحبر الأعظم الصلاة المريمية التالية: "أيتها العذراء مريم، يا أم الكنيسة، إليك نكل كنيسة بريشا وسكان المنطقة أجمعين. أذكري بنيك كافة على الدوام واحملي صلواتهم لدى الآب واحفظيهم في ثبات الإيمان وقوّي رجاءهم وعززي محبتهم. يا شفوقة، يا رؤوفة، يا مريم العذراء الحلوة اللذيذة".








All the contents on this site are copyrighted ©.