2009-10-30 15:53:20

خطاب البابا إلى المشاركين في لقاء ينظمه في روما المرصد الفلكي الفاتيكاني


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر ينظمه في روما المرصد الفلكي الفاتيكاني لمناسبة إحياء السنة الدولية لعلم الفلك. بعد أن رحب الحبر الأعظم بضيوفه وشكر جميع القيمين على هذه المبادرة، قال إن السنة الدولية لعلم الفلك ترمي إلى استقطاب اهتمام الشعوب كافة بهذا المجال الرائع وتسليط الضوء على الاكتشافات الكبيرة التي طبعت القرن السادس عشر. وأشار البابا إلى أن علماء الفلك الغابرين كانوا يعتبرون أن اكتشاف حقيقة الكون المحيط بنا تمكننا من توسيع أفق المعرفة وتساعد الإنسان بالتالي على الارتقاء إلى البعد الروحي السامي. وقال إن الحقيقة تشكل مفتاح الفرح والحرية الأصيلَين.

أكد البابا بندكتس السادس عشر أن علم الفلك المعاصر أثبت لنا أن الكائن البشري والأرض التي يعيش عليها ليسا محور الكون لأن هذا الأخير يتألف من ملايين المجرات التي تضم بدورها كمّاً هائلا من النجوم والكواكب. لكن عندما نتأمل بعظمة هذا الكون ـ قال البابا ـ لا يسعنا ألا نمجد الله الخالق، كما يقول صاحب المزامير: "أرى السَّماواتِ صُنْعَ أصابِعِكَ والقمرَ والنُّجومَ التي كوَّنْتَها، فأقولُ: ما الإنسانُ حتى تذكُرَهُ؟  اَبنُ آدمَ حتى تَفتَقِدَهُ؟" (مزمور 8: 4–5)

تابع الأب الأقدس كلمته قائلا: آمل أن يقود الاطلاع على حقائق الكون الإنسانَ إلى التأمل فيما وراء عجائب الخلق، إلى التأمل بالخالق والمحبة التي هي دافعُ الخلق، هذه المحبة التي "تحرّك الشمس وباقي النجوم" كما يقول الأديب الإيطالي الشهير دانتي أليغييري في كتاب "الكوميديا الإلهية". بعدها ختم بندكتس السادس عشر يقول: المسيح، آدم الجديد هو المحور الحقيقي للكون والتاريخ، وفي الكلمة المتجسد ـ أي المسيح ـ نرى اكتمال عظمة الكائنات البشرية التي تتمتع بالعقل والمدعوة إلى الحياة الأبدية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.