2009-10-23 15:01:26

اليوم  ما قبل الأخير من السينودس الخاص بأفريقيا


تميز اليوم ما قبل الأخير من السينودس الخاص بأفريقيا بحضور البابا بندكتس الـ16 الذي ترأس الصلاة الصباحية وأصغى إلى تأمل أعده المطران فانسان لاندل أسقف الرباط بالمغرب وشارك في جلسات الاجتماع الثامن عشر الذي أدارها الكاردينال ويلفريد فوكس نابير أحد الرؤساء الدوريين للسينودس، كما تابع الاستماع إلى قراءة المسودة الثانية للبيان الختامي قبل طرحه للتصويت صباح غد السبت في 24 من الجاري.

هذا وأعلن المطران نيكولا إيتيروفيتش عن صدور كتاب "ملخص التعليم الكاثوليكي في الإفخارستيا" أعده الكاردينال كانيزيارس رئيس أساقفة مدريد وسيوزع باسم الحبر الأعظم على جميع المشاركين في الجمعية الخاصة بأفريقيا في سينودس الأساقفة.

جاء البيان في صيغة مختصرة لما ورد في المسودة الأولى وتناوب على قراءته كل من المطران جون أونايكان بالإنكليزية والمطران فرنسيسكو سيلوتا بالبرتغالية والمطران فيدال أغباتشه بالفرنسية وأخيرا المطران جورجو برتين بالإيطالية.

شدد البيان بداية على أهمية تقييم مسؤوليات الأساقفة الأفارقة في البحث على إلهام جديد ونفحة جديدة من خلال هذا السينودس الذي يحمل موضوعا آنيا وراهنا ومثقل بالمشاكل والمصاعب قبل التوصل إلى مصالحة وعدالة وسلام، في إشارة لعدم الركون لليأس أو الإحباط، والتفاؤل بالمبادرات الإيجابية العديدة من قبل الكنائس المحلية أم من جهة الكرسي الرسولي الممثل بخمسين سفيرا في القارة السوداء وبمشاريع مؤسسة يوحنا بولس الثاني لمحاربة التصحر في بلدان الساحل.

كما ناشد البيان الكنيسة الكاثوليكية كي تتوسط لدى القوى العظمى التي تتسبب سياساتها الاقتصادية وغيرها بتنامي البؤس والشقاء في أفريقيا، وعرض أيضا ظاهرة هجرة سكان أفريقيا إلى القارات الأخرى سعيا وراء ملجأ آمن ورزق كريم، وسطر حضور المرسلين الأجانب وعملهم الثمين لتعزيز الإيمان المسيحي وشدد على اللحمة والتعاون بين الأساقفة في بلدانهم وعلى صعيد المجالس الأسقفية في القارة وسلط الضوء على شؤون تنظيمية كنسية داخلية تبدأ من الأسقف والكاهن وصولا إلى العلمانيين الملتزمين في الشأن العام وضرورة تهيئتهم الروحية المسيحية.

العائلة والنساء والرجال والأطفال والشباب الكاثوليك في أفريقيا، مواضيع بارزة في هذا البيان الذي ناشد المجموعة الدولية كي تصون الكرامات والحقوق الأساسية في القارة السوداء وتعين المجتمعات الأهلية على الوقوف في وجه التحديات المختلفة، مثل كف يد الشركات العالمية عن اجتياح البيئة والاعتداء عليها وحض الدول الأفريقية على مراقبة المشاريع والبرامج الدولية التي تنفذ على أراضيها.

وبعد الدعوة لمعاملة أفريقيا باحترام وكرامة، دعا البيان لنهضة القارة السوداء وتوفير ظروف ملائمة لأبنائها وبناتها، وسلط الضوء على مآسي الحروب والنزاعات المستمرة في الصومال، البحيرات الكبرى، أوغندا، السودان وجنوبه ودارفور وغينيا كوناكري.

وشدد القسم السابع والأخير على إلزامية التعاون المسكوني والتواصل مع الكنائس غير الكاثوليكية وأبرز ضرورة الحوار والتعاون مع المسلمين ومع الديانات التقليدية والمعتقدات الأخرى، ودعا لمجابهة التطرف الديني المتنامي في القارة، وإلى تشريع الحرية الدينية ومشاطرة الأديان مبادئ التآخي والتعايش السلمي، وخلص البيان إلى القول: "انهضي أفريقيا واحملي فراشك وامشي!

هذا وأعطي الكلام بعد الاستراحة لبعض المراقبين الذي تلوا مداخلاتهم التي تمحورت حول تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة وتعزيز دور المرأة الاجتماعي والكنسي وحول تنشئة الشباب والعائلات المسيحية ومرافقتها وحول إعداد روحي للجسم الطبي والتمريضي الكاثوليكي. ودعا المدير التنفيذي لجمعية الصعيد للتنمية ماجد موسى يني إلى تعزيز الحرية الدينية وتكثيف الحوار مع الإسلام والمسلمين عبر برامج تربوية وتعليمية تنشئ على التسامح والاعتدال وقبول الآخر.








All the contents on this site are copyrighted ©.