2009-09-28 16:24:34

البابا يكرم القديس فينسيسلاو في ستارا بوليسلاف بتيشيكيا: تفضيل ملكوت الله على شهوة السلطة وإغراءاتها


في اليوم الثالث والأخير من زيارته الرسولية إلى جمهورية تشيكيا، قام البابا بندكتس الـ16 بزيارة كنيسة القديس فينسيسلاو بمدينة ستارا بوليسلاف التي تبعد 35 كيلومترا عن العاصمة براغ حيث استقبله كاهن الرعية وعدد من الكهنة بحضور رئيس المحافظة وعمدة المدينة وأدت جوقة من عشرين طفلا ترانيم دينية متنوعة، قبل أن ينزل إلى الكنيسة السفلية حيث صلى متأملا أمام ضريح القديس فينسيسلاو شفيع الأمة التشيكية في يوم عيده. 

هذا واحتفل الأب الأقدس بالقداس في باحة الكنيسة الخارجية حضره رئيس الجمهورية فاكلاف كلاوس وعقيلته وعاونه فيه الكاردينال دجيفيتش من كراكوفيا والكاردينال بوزانيتش من زغرب والكاردينال توماس شبيدليك من تشيكيا وغيرهم من رؤساء الأساقفة وحضره أكثر من 45 ألفا من المؤمنين وبمشاركة وفود من الدول المجاورة بولندا وسلوفاكيا وألمانيا والنمسا وكرواتيا.

في مستهل عظته، هنأ البابا رئيس الجمهورية فاكلاف كلاوس بعيد القديس فينسيسلاو الذي يحمل اسمه ومن خلاله الأمة التشيكية وسكانها وإلى كل من يتسمى بهذا الاسم، مضيفا أن النسر المختار شعارا لهذه الزيارة الرسولية يشكل الرمز التاريخي للأمة التشيكية النبيلة.

وقال أن الشهيد فينسيسلاو "أمير التشيكيين الخالد" الذي أريق دمه على أرض تشيكيا يدعونا إلى أن نسير وراء المسيح بأمانة ونكون قديسين، فهو نموذج قداسة للجميع ولمن بيدهم مصائر الجماعات والشعوب.

شهد القرن المنصرم سقوط جبابرة كثيرين اعتقدوا أنهم خالدون، تابع البابا، فكل من أنكر الله ويواصل نكرانه فإنه بالتالي لا يحترم الإنسان وتبدو حياته سهلة وناجحة، ولكن يكفي إزالة القشرة الخارجية لنوقن أن أولئك الأشخاص يعيشون كآبة وعدم الرضا. وحده، من في قلبه مخافة الله القدوسة، يثق أيضا بالإنسان ويضحي بحياته من أجل بناء عالم أكثر عدلا وأخوّة. وشدد الحبر الأعظم على أن عالم اليوم يحتاج إلى أشخاص مؤمنين وصادقين، مستعدين لنشر المبادئ والمثل المسيحية التي تستوحي منها الأمة التشيكية، في كل حقول المجتمع وميادينه.

أضاف البابا أن القديس فينسيسلاو مات شهيدا لأجل المسيح بحسب كلمة الإنجيل: "من خسر نفسه من أجلي فقد ربحها" (متى 16/25)، وأن أمثولة حياته هي الشجاعة في تفضيل ملكوت السماوات على شهوة السلطة الأرضية وإغراءاتها، فثابر الملك الشاب على تطبيق تعاليم الإنجيل وراح ينشر الإيمان المسيحي ويشجع الكهنة ويشيد الكنائس.

قتله أخوه الأمير بوليسلاو ليستأثر بالتاج والعرش ولكن أيا من خلفائه لم يحمل قط اسمه، فرأى الحبر الأعظم في ذلك أعجوبة من السماء، لأن ملوك تشيكيا وبوهيميا حملوا اسم فينسيسلاو، شهادة على أن "عرش الملك الذي ينصف الفقراء يدوم للأبد" وأن الله لا يترك شعبه أبدا.  








All the contents on this site are copyrighted ©.