2009-09-20 13:33:47

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


ومضوا من هناك فمروا بالجليل، ولم يرد أن يعلم به أحد لأنه كان يعلم تلاميذه فيقول لهم: "إن ابن الإنسان سيسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم". فلم يفهموا هذا الكلام وخافوا أن يسألوه.

وجاؤوا إلى كفرناحوم فلما دخل البيت سألهم: "فيم كنتم تتباحثون في الطريق؟" فظلوا صامتين لأنهم كانوا في الطريق يتباحثون فيمن هو الأكبر. فجلس ودعا الاثني عشر وقال لهم: "من أراد أن يكون أول القوم فليكن آخرهم جميعا وخادمهم". ثم أخذ بيد طفل فأقامه بينهم وضمه إلى صدره وقال لهم: "من قبل واحدا من هؤلاء الأطفال إكراما لاسمي فقد قبلني ومن قبلني فلم يقبلني أنا بل الذي أرسلني". (مرقس 9/30-37)

 

قراءة من كتاب الاقتداء بالمسيح

 

ما أعظمَ وفرة عذوبتك يا رب التي ادّخرتها للمتقين لك! فما عساك أن تكون لمحبيك؟ ما عساك أن تكون للذين يخدمونك بكل قلوبهم؟ إنك بهذا خصوصا قد أظهرت لي عذوبة محبتك: إنك صنعتني إذ لم أكن؛ وحينما ضللت بعيدا عنك، أعدتني إلى عبادتك وأمرتني بمحبتك.

فيا ينبوع الحب الدائم، ماذا عساني أن أقول فيك؟ كيف يمكنني أن أنساك وقد تنازلت وذكرتني، حتى بعد ما ذويت وفنيت؟ لقد صنعت رحمة إلى عبدك فوق كل أمل وجُدْتَ عليه بنعمتك وصداقتك فوق كل استحقاق. فيم أكافئك عن هذه النعمة العظيمة؟ إنك لم تمنح الجميع أن يعتزلوا كل شيء ويزهدوا في العالم. أمِن العظيم أن أخدمك وخدمتك واجبة على كل خليقة؟ ليست خدمتي لك هي ما يجب أن أستعظِم بل ما يجب استعظامه وما يدعو للعجب، إنما هو بالحري، أن تتنازل وتقبلني عبدا لك، أنا البائسَ غيرَ المستحق، وتضمني إلى عبيدك الأمناء.

ها إن كل ما أملك وكل ما أخدمك به هو لك. لا بل الأمر على عكس ذلك، فإنك أنت تخدمني أكثر مما أخدمك أنا. فيم أكافئك عن جميع هذه الآلاف من الخيرات؟ ليتني أستطيع أن أخدمك جميع أيام حياتي! ليتني كنت أهلا لأن أخدمك ولو يوما واحدا كما يليق. إنك لجدير حقا بكل عبادة وإكرام وتسبيح إلى الأبد. آمين. (السفر الثالث، الفصل العاشر، رقم 1-4)








All the contents on this site are copyrighted ©.