البابا في مقابلته العامة يتحدث عن سمعان اللاهوتي من آسيا الصغرى

سلط البابا بندكتس الـ16 الضوء على شخصية أحد آباء الكنيسة اللامعة في القرن العاشر الميلادي وهو سمعان الملقب باللاهوتي الجديد، وذلك خلال مقابلته العامة المعتادة اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، بحضور آلاف المؤمنين والحجاج.

لفت الحبر الأعظم إلى أن سمعان اللاهوتي المولود عام 949، خدم فترة في البلاط الإمبراطوري البيزنطي في القسطنطينية قبل أن يتخذ الحياة الرهبانية خطا له وعاشها في أديار عديدة في آسيا الصغرى. وأضاف أن مؤلَفاته تركت أثرا كبيرا في لاهوت الشرق وروحانيته، وكتاباته حول الاتحاد السري مع الله بشكل خاص، كما ركز تفكيره على حضور الروح القدس في المعمدين الجدد ووعي ضميرهم حيال هذا الحضور.

وشدد بندكتس الـ16 على أن معرفة الله الحقيقية لا تأتي من الكتب بل من  الخبرة الروحية لكونها ثمرة المعمودية في حياة ووجود كل مؤمن ملتزم. وذكر الكهنة والعلمانيين والشباب تحديدا بالتوكل على أب روحي جيد يمكنه مرافقة كل واحد في عمق ضميره وقيادته صوب الاتحاد الحميم بالرب؛ وأننا نحتاج لبلوغ الله إلى دليل وحوار وهذا هو معنى جامعية إيماننا.

وأشار البابا إلى أن الراهب سمعان اللاهوتي يذكرنا اليوم بضرورة إيلاء حياتنا الروحية اهتماما بالغا، مثلما نهتم بنمونا الجسدي وحاجاته، فقال إن محبة الله تنمو فينا إذا بقينا متحدين معه في الصلاة والإصغاء لكلامه وإن محبة الله وحدها تفتح قلوبنا على الآخرين وتجعلنا مرهفي الحس تجاه احتياجاتهم فنعتبر الجميع إخوة وأخوات لنا، وتدعونا للرد على الحقد بالمحبة وعلى الإهانة بالصفح والغفران".

وفي تحيته إلى الحجاج الناطقين باللغة الكراوتية، ذكر البابا باحتفال الكنيسة ليومين خليا بعيد ارتفاع الصليب المقدس، فدعاهم للصلاة من أجل السلام والوحدة في وطنهم، عبر التطلع إلى الرب يسوع المصلوب الذي فتح ذراعيه ليعانق العالم بأسره.

وإذ أعرب عن قربه الروحي من الرهبان المشاركين في المجمع العام الذي تعقده جمعية مريم أو الآباء الماريست، دعاهم للالتزام بروح متجددة في العمل التبشيري، ثابتين على الأمانة للكاريزما الأصلية لجمعيتهم.

وفي ختام تحياته باللغة الإيطالية، قال للشباب: لا تخافوا من الإقامة قرب الصليب مثل مريم العذراء، لتنهلوا منه شجاعة تخطي العراقيل في حياتكم ووجودكم. ثم منح الجميع بركته الرسولية.