2009-09-11 15:57:22

في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر ... هل استوعبنا الدرس؟


لم يكن أحد يعلم أن صباح الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 سيكون مختلفا عمَّا قبله بل إنه سيكون علامة فارقة في مجريات الأحداث المعاصرة إلى حدّ أن اعتبر بعض المؤرخين أن أحداث القرن الحادي والعشرين قد بدأت من الحادي عشر من سبتمبر 2001 حين صَحَتْ الولايات المتحدة الأمريكية ومعها العالم بأسره على وقع التفجيرات التي دكّت برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك وجزءا من وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن مُخلِّفة وراءها نحو ثلاثة آلاف ضحية من المدنيين. ظنّ كثيرون أن ما يشاهدونه مجرد خدعة أو حركات سينمائية كالتي تبرع فيها السينما الأمريكية لكنّ الجميع أفاقوا على هول الكارثة وهم يرون برجَي التجارة وهما يتهاويان على الأرض وتهوى معهما كرامة الولايات المتحدة وكبرياؤها وغرورها. وعقب تلك التفجيرات التي شكلت بداية حقبة جديدة في تاريخ العالم اتجهت أصابع الاتهام صوب تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن. وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش حربا عالمية على ما أسماه بالإرهاب واضعا العالم في الوقت نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما قائلا: مَن ليس معنا فهو مع الإرهابيين. وكانت أفغانستان نقطة انطلاق تلك الحرب الدولية على الإرهاب تلاها العراق لكنّ هذه الحرب لم تنتهِ بعد ومازالت فصولها وسيناريوهاتها مفتوحة. كانت أمريكا تنزف لقتلاها وهيبتها التي اهتزّت بشدة مما انعكس سلبا على العالم الإسلامي الذي وجد نفسه يسدّد فاتورةَ ما حدث صباح الحادي عشر من سبتمبر. فمقابل برجيْ التجارة تهاوت دولتان إسلاميتان تحت وطأة الغزو وهما أفغانستان ثم العراق ووجد العالم الإسلامي نفسه محشورا في زاوية ضيقة متحمّلا مزيدا من الاعتداءات التي أصبحت تطال المسلمين في أمريكا وأوروبا بصورة دورية. زد إلى ذلك التدخلات الأمريكية لتغيير الهوية الثقافية والحضارية للمجتمعات الإسلامية كي تتمكن من تشكيل العقلية الجماعية للأجيال القادمة. وما حدث في باكستان خير مثال على ذلك. والسؤال المفيد هنا هو التالي: هل تعلّم أحد شيئا من دروس الحادي عشر من سبتمبر؟ تقول مقولة شهيرة إن الذين لا يتعلمون من التاريخ محكوم عليهم بتكرار مآسيه. فهل تعلّمت الأطراف المختلفة أيَّ شيء من ذلك الحدث التاريخي بما يمكِّنها من عدم تكرار مآسي ذلك اليوم وتداعياته الدموية؟








All the contents on this site are copyrighted ©.