مؤتمر سانت إيجيديو ينهي أعماله بإطلاق نداء من أجل السلام في العالم

انتهت في مدينة كراكوفيا البولندية يوم أمس الثلاثاء أعمال مؤتمر دولي نظمته جماعة سانت إيجيديو تحت عنوان "سبعون عاما على اندلاع الحرب العالمية الثانية: الديانات والثقافات تتحاور"، وشارك فيه قادة روحيون من كل الديانات والمذاهب وزعماء سياسيون وممثلون عن الهيئات الأممية ومفكرون وجامعيون.

وفي ختام الأعمال صدر نداء عن المؤتمرين من أجل السلام في العالم جاء فيه ما يلي: لمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاندلاع الحرب العالمية الثانية قررنا الاجتماع في مدينة كراكوفيا البولندية كي نصلي معا ونتحاور ونتذكر البابا يوحنا بولس الثاني ابن الأمة البولندية الذي كان معلم حوار وشاهدا للسلام ... غالبا ما ينسى أُناسُ اليوم العبرة التي تركتها لنا الحرب العالمية الثانية التي شكلت مأساة كبيرة طاولت البشرية كلها. توجهنا كحجاج إلى معتقل أوشفيتز لنرى بأم العين الجحيم الذي انزلقت إليه الإنسانية .. كيف يسعنا أن ننسى تلك الآلام الجمة التي سببتها الحرب!! ينبغي أن نتوجه اليوم إلى شعوب الأرض التي تعاني من النزاعات والحروب والفقر والإرهاب والحقد ...

إن عالمنا لن ينعم بالسلام ـ تابع البيان ـ إن لم يقم حوار بناء بين البشر والشعوب لأن الأفراد والشعوب لا يسعها العيش بمعزل عن العالم. وإن تقاليدنا الدينية وعلى الرغم من اختلافها تدعونا للرجوع إلى الله، الذي هو مصدر السلام. إن عالما من دون حوار يصبح رهينة الحقد والخوف ورفض الآخر. الأديان لا تريد الحرب على الإطلاق ولا تريد أن تُستخدم أداة لشن الحروب. إن العنف والإرهاب يلحقان الهزيمة بالعائلة البشرية كلها. لقد اتضح لنا أن الحوار يحرر الإنسان من الخوف ويدعّم الثقة بالآخر، وهو البديل الأفضل للحرب، لا يُضعف هوية أحد ويسمح باكتشاف ميزات الشخص الآخر. الحوار هو فن العيش معا، وهو ما نريد أن نقدمه لأبناء القرن الحادي والعشرين.