2009-09-03 15:37:46

تعليقات أعضاء الكنيسة الإنجيلية على رسالة البابا بندكتس السادس عشر العامة "المحبة في الحقيقة"


بمبادرة من ثلاث منظمات إنجيلية في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وقع 68 أستاذ لاهوت على تصريح بعنوان دعوة إنجيلية للاستجابة إلى الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة". جاء في التصريح ما يلي:

 

التصرف بحسب الحقيقة في المحبة:

دعوة إنجيلية للاستجابة إلى "المحبة في الحقيقة"

 

لقد جعلتنا الأحداث العالمية الأخيرة ندرك أهمية التفكير المسيحي العميق بطبيعة الحياة الاقتصادية وأهدافها في كل من مجتمعاتنا وفي أجزاء أخرى من العالم. لذا، نحن البروتستانت الإنجيليون نثني على إصدار الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة" للبابا بندكتس السادس عشر. نحن ندعو المسيحيين أينما كانوا، وخاصة إخواننا الإنجيليين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إلى قراءة "المحبة في الحقيقة" والعمل بها والاستجابة لها. "المحبة في الحقيقة" تحدد الدعوة المزدوجة إلى المحبة والحقيقة في حياتنا كمواطنين ورجال أعمال وعمال، والأهم من ذلك كتلاميذ للمسيح. في موت المسيح وقيامته، أزال الله كل ما يقف في طريق العلاقات الصحيحة بين الله والعالم، وبين البشر، وبين البشر وبقية المخلوقات. والتنمية البشرية هي جزء من هذا التدخل في العلاقة الصحيحة.

نحن ندعم الطريقة التي ينظر فيها هذا المنشور إلى التنمية الاقتصادية كمسار حقيقي لازدهار الإنسان. بالاستناد إلى ما كتبه البابا بولس السادس في رسالته "ترقي الشعوب"، يفترض "المحبة في الحقيقة" أن التنمية تتمثل بتحويل الأفراد والمؤسسات وعلاقاتهم الداخلية والمتبادلة. نحن نضم صوتنا إلى دعوته لتشكيل رؤية جديدة للتنمية التي تصون كرامة الحياة البشرية على أكمل وجه والتي تشمل هموم الحياة منذ الحمل حتى الوفاة الطبيعية، والحرية الدينية والتخفيف من الفقر وحماية الخلق.

إن "المحبة في الحقيقة" يقترح نموذجا متكاملا للتنمية في سياق العولمة ألا وهو "التوسع في الاعتماد المتبادل في جميع أنحاء العالم". ونحن نؤكد، مع هذه الرسالة العامة، على ضرورة أن تصبح العولمة "عملية دمج متمحورة حول الشخص وموجّهة نحو المجتمع". يشير المنشور إلى أن العولمة قد حررت بالفعل الملايين من الناس من براثن الفقر، في المقام الأول من خلال دمج اقتصادات البلدان النامية في الأسواق الدولية. مع ذلك، فإن التفاوت في هذا الدمج هو سبب قلقنا العميق إزاء الظلم والفقر وانعدام الأمن الغذائي والبطالة والاستبعاد الاجتماعي بما في ذلك الإقصاء الاجتماعي المستمر للمرأة في كثير من أنحاء العالم والمادية التي لا تزال تدمر المجتمعات البشرية، مع العواقب المدمرة لهذا الكوكب الذي نعيش عليه.

نجد في "المحبة في الحقيقة" تحليلا للشؤون العالمية التي ترفض الاستقطاب التبسيطي بين السوق الحرة وتدخل الدولة. وكما يرد في الرسالة العامة، فإن "العلاقات الإنسانية الاجتماعية الحقيقية من الصداقة والتضامن والمعاملة بالمثل يمكن أيضا أن تتم في إطار النشاط الاقتصادي، ليس فقط خارجه أو "من بعده"". فالحياة الاقتصادية ليست مستقلة أو لا أخلاقية. يجب أن تتسم المؤسسات الاقتصادية، بما في ذلك الأسواق نفسها، بعلاقات داخلية من التضامن والثقة. ولا يمكن للربح الذي هو ضروري للحياة الاقتصادية أن يكون الهدف الوحيد لازدهار الإنسان الاقتصادي الحقيقي. لذا، فإننا نؤيد ما ورد في "المحبة في الحقيقة" حول التركيز على المشاريع الاجتماعية، أي الأعمال التي ترتكز على مبدأ المنفعة المتبادلة والتي تتجاوز مسألة الربح /عدم الربح، والساعية إلى تحقيق أهداف اجتماعية وفي الوقت عينه تقوم بتغطية التكاليف وبالاستثمارات. نحن نحث الإنجيليين على نطاق أوسع على التمعن في دعوة البابا بندكتس السادس عشر إلى الشركات لإعادة النظر في أصحاب المصلحة فيها والمغزى الأخلاقي للاستثمار. كنا نتمنى لو أن المنشور كان أكثر انتقادا لترفيع المال إلى درجة عبادته والذي ينتج عنه الهيمنة الحالية للأسواق المالية على العناصر الأخرى في الاقتصاد العالمي.

نحن نؤيد ما ورد على أن اقتصاد البر والإحسان ينطوي على تنمية عدد لا يحصى من المجتمعات البشرية والمؤسسات، ليس فقط الدولة والسوق، وإنما أيضا الأسر وعلاقات كثيرة من المجتمع المدني. إن الموارد الداخلية للمجتمعات المحلية كجمعيات الأحياء والمجالس البلدية والنقابات العمالية والأعمال التجارية الصغيرة وغيرها هي التي تساعد في المقام الأول على ازدهار المواهب والموارد المحلية. إن دعم السلطات العامة التي تدرك حدودها ضروري لفتح الطريق أمام المزيد من التنمية المتكاملة. إن التحدي المتمثل في "أنسنة" أو "تهذيب" العولمة لا يعني بالضرورة المزيد من الحكومة. ولكنه يتطلب حكومة أفضل من حيث سيادة القانون وليس الأفراد والمؤسسات القوية واستعادة التوازن بين المصالح المتنافسة والقضاء على الفساد. يتطلب جعل العولمة أخلاقية تجارة أكثر عدلا وأكثر انفتاحا والتي من شأنها أن تساعد الفقراء في العالم على الاندماج بنجاح في الاقتصاد العالمي المزدهر. كما يتطلب جعل العولمة أخلاقية من الكنائس الإنجيلية في جميع أنحاء العالم أن تستجيب لدعوة التصرف بحسب الحقيقة في المحبة وبذلك تحقق المهمة العظيمة التي هي "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم". 

تؤكد الرسالة على ألا تتخلى الدول ويجب ألا تتخلى عن واجبها في الحفاظ على العدالة والصالح العام في المجال الاقتصادي. نحن نشارك هذا الرسالة قلقها إزاء تراجع نظم الضمان الاجتماعي وتضاؤل نفوذ النقابات العمالية، وإزاء الضغوط المدمرة اجتماعيا لتنقل اليد العاملة. نحن نشاركها قلقها أيضا إزاء دولة الرفاه التي تحط من قدر التعددية المدنية والاجتماعية. لذا، فإننا نتفق على أن التكامل والتضامن ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب، كما تقترح "المحبة في الحقيقة".

نحن نردد الدعوة لنماذج أفضل للحكم العالمي على الصعيدين المالي والسياسي ولكن نتردد في القبول، من دون تفكير، بنماذج تمثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي. إن ضمان الصالح العام العالمي يتطلب العمل السياسي الفعال ولكن على النماذج الجديدة للحكم العالمي تأمين المشاركة والشفافية والمساءلة، والمساعدة على تعزيز الدولة-الأمة ضد السلطة المالية العالمية.

مع "المحبة في الحقيقة"، فإننا نلزم أنفسنا بألا نكون "ضحايا" للعولمة وإنما أنصارا لها وأن نعمل من أجل التضامن العالمي والعدالة الاقتصادية والصالح العام، وهي معايير تتجاوز وتحول دوافع الربح الاقتصادي والتقدم التقني. نحن ندعو إلى حوار جدي بين جميع المسيحيين ومع الآخرين لترجمة هذه الأهداف إلى واقع عملي.

 

الموقعون:

 

عادل أبادير، أستاذ مساعد في الاقتصاد، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)

روي بيركينبوش، مدير مركز ميكا، كينغز يونيفورسيتي كولدج (إدمونتون، ألبرتا)

ألويل بوكس، أستاذ الاقتصاد، كينغز يونيفورسيتي كولدج (إدمونتون، ألبرتا)

دانيال ك. بوردانيه، الأمين العام، الزمالة الدولية للطلاب الإنجيليين (أوكسفورد، المملكة المتحدة)

جيمس برادلي، أستاذ فخري في الرياضيات والإحصاء، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)  

بول برينك، أستاذ مساعد في الدراسات السياسية، غوردون كولدج (وينهام، ماساتشوسيتس)

جو كارتر، محرر على الانترنت، فيرست سينغز (ماناساس، فرجينيا)

جوناثان شابلن، مدير معهد كيربي لينغ للأخلاقيات المسيحية (كامبردج، المملكة المتحدة)  

ج. داريل تشارلز، مدير وزميل قديم في معهد بريان للتفكير والممارسة الانتقاديين (دايتون، تينيسي)

ريتشارد سيزيك، رئيس "الإنجيليون الجدد" (واشنطن العاصمة)  

بروس ج. كليمنغر، رئيس مؤسسة الزمالة الإنجيلية في كندا (ماركهام، أونتاريو)

جان إ. فلويد كفام، أستاذ الإقتصاد السياسي، ويتون كولدج (ويتون، إيلينوي)

جوستين د. كوبر، رئيس ريديمر يونيفورسيتي كولدج (أنكاستر، أونتاريو)

بول ر. كورتس، رئيس مجلس الكليات والجامعات المسيحية (واشنطن العاصمة)  

جانيل كاري بايكر، رئيسة وجهات النظر المسيحية حول الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)

كالفن ب. ديويت، أستاذ الدراسات البيئية في جامعة ويسكونسن- ماديسون (ماديسون، ويسكونسن)

براين ديكيما، ناشط في حزب العمال (أوتاوا، أونتاريو)

جويل إدواردز، المدير الدولي، ميكا تشالنج (لندن، المملكة المتحدة)

جاكوب ب. إلينز، نائب رئيس وأكاديمي، ريديمر يونيفورسيتي كولدج (أنكاستر، أونتاريو)

بروس إليس بنسون، أستاذ الفلسفة، كلية ويتون (ويتون، إيلينوي)

جانيت إب باكنغهام، مديرة مركز القيادة اللورانسي (اوتاوا، أونتاريو)

جيمس فيثيربي، زميل في معهد لندن للمسيحية المعاصرة (لندن، المملكة المتحدة)

هاري فرنهاوت، رئيس ، كينغز يونيفورسيتي كولدج (إدمونتون، ألبرتا)

بريان ت. فيكرت، أستاذ مساعد في الاقتصاد وتنمية المجتمع، كوفننت كولدج (لوكاوت ماونتن، جورجيا)  

ريتشارد ل. غاثرو، عميد نياك كولدج (واشنطن العاصمة)  

أيفي جورج، أستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، غوردون كولدج (وينهام، ماساتشوسيتس)

مايكل و. غوهين، جنيف، أستاذ الآراء الدولية والدراسات الدينية، جامعة ترينيتي الغربية (لانغلي، بريتيش كولومبيا)

بوب غودزوارد، أستاذ فخري في الاقتصاد وفلسفة الحضارات، الجامعة الحرة في أمستردام (هولندا)

أندي هارتروب، مدرس وباحث في مجال دراسات التنمية، مركز أوكسفورد للدراسات الارسالية (أوكسفورد، المملكة المتحدة)

بيتر س. هيسلام، تحويل الأعمال التجارية، جامعة كامبردج (كامبردج، المملكة المتحدة)  

جون هيمسترا، عميد كلية العلوم الاجتماعية، كينغز يونيفورسيتي كولدج (إدمونتون، ألبرتا)

رولان هوكسبرغن، أستاذ الاقتصاد والتنمية الدولية، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)   

دنيس هوفر، نائب الرئيس للأبحاث والنشر، معهد الالتزام العالمي (واشنطن العاصمة)

روبرت يوسترا، باحث، كاردوس (هاملتون، أونتاريو)  

تيموثي أ. كيلي، مدير مركز دوبري للسياسات العامة (باسادينا، كاليفورنيا)

ديفيد ت. كويزيس، أستاذ العلوم السياسية، ريديمر يونيفورسيتي كولدج (أنكاستر، أونتاريو)

تريسي كوبيروس، أستاذ مساعد، دراسات التنمية الدولية، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)

جايمي ماكينتوش، المدير التنفيذي لانترناشيونال جاستيس ميشين كندا (لندن، أونتاريو)

روث ملكونيان-هوفر، أستاذ مساعد في العلوم السياسية، غوردون كولدج (وينهام، ماساتشوسيتس)

جورج ن. مونسما الإبن، أستاذ فخري في الاقتصاد، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)

ستيفن ف. مونسما، زميل باحث، معهد هنري، كالفين كولدج (غراند رابيدز، ميتشيغن)

ريتشارد موو، رئيس معهد فولر اللاهوتي (باسادينا، كاليفورنيا)

براينت ل. مايرز، أستاذ التنمية الدولية، معهد فولر اللاهوتي (باسادينا، كاليفورنيا)  

ديفيد ك. نوغل، أستاذ الفلسفة، جامعة دالاس المعمدانية (دالاس، تكساس)

ديفيد نيف، رئيس التحرير، المسيحية اليوم (كارول ستريم، إيلينوي)  

راي بينينغز، مدير الأبحاث، كاردوس (كالغاري، ألبرتا)  

مايكل بوليت، قارئ في الاقتصاد التجاري، كلية جادج للتجارة، جامعة كامبردج (المملكة المتحدة)

دان بوستما، مدير التحرير، مجلة كومنت (هاملتون، أونتاريو)

فينوث راماشاندرا، كاتب، تحدي الخرافات العالمية (كولومبو، سري لانكا)

جوناثان س. ريموند، رئيس جامعة ترينيتي الغربية (لانغلي، بريتيش كولومبيا)

بول و. روبنسون، مدير برنامج الحاجات البشرية والموارد العالمية، كلية ويتون (ويتون، إيلينوي)  

دانكن روبر، أستاذ سابق للرياضيات في جامعة غرب سيدني (الآن مقيم في مارتنبورو، نيوزيلندا)

مايكل شلوتر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة العلاقات الدولية (كامبردج، المملكة المتحدة)  

كريس سيبل، رئيس معهد الالتزام العالمي (واشنطن العاصمة)

تيموثي شيرات، أستاذ العلوم السياسية ، غوردون كولدج (وينهام، ماساتشوسيتس)

رونالد ج. سيدر، رئيس "الإنجيليين للعمل الاجتماعي" (فيلادلفيا، بنسلفانيا)

جيمس و. سكيلين، رئيس مركز بابليك جاستيس (واشنطن العاصمة)  

جون ج. ستاكهاوس الإبن، سانغوو يوتانغ تشي أستاذ اللاهوت والثقافة، ريجنت كولدج (فانكوفر، بريتيش كولومبيا)

غلين هارولد ستاسن، لويس ب. سميد، أستاذ الأخلاقيات المسيحية، معهد فولر اللاهوتي (باسادينا، كاليفورنيا)

إلين ستوركي، رئيس تيرفند (لندن، المملكة المتحدة)

آلان ستوركي، اقتصادي (كامبردج، المملكة المتحدة)  

جيديون شتراوس، الرئيس (المعيّن)، مركز بابليك جاستيس (واشنطن العاصمة)  

روبرت سويتمان، العميد والرئيس بالنيابة، معهد الدراسات المسيحية (تورونتو، أونتاريو)

ستيفن تيمرمانز، رئيس كلية الثالوث المسيحي (بالوس هايتس، إيلينوي)

مايكل فان بيلت، رئيس كاردوس (هاملتون، أونتاريو)

جيم واليس، رئيس سوجورنرز (واشنطن العاصمة)  

أليسا ويلكنسون، محرر مساعد، مجلة كومنت (بروكلين، نيويورك)

بول وليامز، رئيس أسرة ديفيد براون لاهوت وقيادة السوق، ريجنت كولدج (فانكوفر، بريتش كولومبيا)  

27 تموز يوليو 2009

 

(تعريب دوللي شبير، لبنان)








All the contents on this site are copyrighted ©.