البابا أثناء التبشير الملائكي يتحدث عن دور الأهل والعائلة في قداسة الأبناء ويدعو لحماية الخلق عطية الله

بتمام الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد، أطل البابا بندكتس الـ16 من على شرفة القصر الرسولي الصيفي بكاستل غاندولفو ليتلو مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في باحة القصر الداخلية صلاة التبشير الملائكي، ويتحدث إليهم عن والدة القديس أغسطينس وعن دور الأهلين والعائلات في تربية أبنائهم على البر والقداسة.

قال البابا إن الكنيسة عيدت في 27 من الجاري لذكرى القديسة مونيكا والدة القديس أغسطينس التي تعتبر مثالا وشفيعة الأمهات المسيحيات. وفي كتابه الشهير "الاعترافات" قال أغسطينس إنه تشرّب اسم يسوع مع لبن أمه التي ربته على الإيمان المسيحي. كما أن القديسة مونيكا لم تنفك يوما عن الصلاة لأجل ابنها ولارتداده، فاستجاب الله لدعائها وصلاتها، لذا قال أسقف تاغست (في الجزائر اليوم): "لا يمكن أبدا لابن دموع غزيرة أن يتيه". لم يرتد أغسطينس وحسب بل قرر اعتناق الحياة الرهبانية وأسس له في أفريقيا جماعة ديرية، وكان يردد دوما أن أمه "ولدته مرتين".

تابع الحبر الأعظم يقول إن التاريخ المسيحية حافل بأمثلة لا تحصى من والدين قديسين ومن أسر مسيحية رافقوا حياة كهنة ورعاة أسخياء، فيكفي النظر إلى القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي اللذين ينتميان إلى عائلتين قديستين، كما أن عصرنا اليوم يزخر بأمثلة حية مثل لويجي بيلترامي كواتروكّي وماريا كورسيني، مطلع القرن العشرين، اللذين طوبهما البابا يوحنا بولس الثاني عام 2001 في الذكرى السنوية العشرين لصدور الإرشاد الرسولي "اتحاد العائلة".

وأضاف البابا أن هذا الإرشاد يحض الأزواج على التزام خاص في مسيرة القداسة عبر تربية سليمة للأولاد وقيادتهم وتوجيههم لاكتشاف مخطط حب الله، فيهيئون أرضا روحية خصبة تتفجر منها وتنضج الدعوات للكهنوت وللحياة المكرسة. وسأل بصلوات السيدة العذراء وبشفاعة القديس خوري آرس خلال هذه السنة الكهنوتية كي تصير الأسر المسيحية كنائس صغيرة، يتم فيها قبول الدعوات والمواهب كلها التي يفيضها الروح القدس.

وبعيد التبشير الملائكي، ذكر الأب الأقدس بأن إيطاليا تحتفل في الأول من سبتمبر "بيوم حماية الخلق" وهو موعد له مدلوله وأهميته من الناحية المسكونية أيضا ويدور موضوعه لهذه السنة حول الهواء، العنصر الضروري للحياة. وحث الجميع لمضاعفة التزامهم وجهودهم في سبيل حماية الخلق، عطية الله، كما شجع الدول المصنعة للتعاون بمسؤولية من أجل مستقبل كوكب الأرض كيلا يدفع السكان الأكثر فقرا ثمن التغيرات المناخية الباهظ.