2009-08-26 15:51:29

البابا في المقابلة العامة يدعو إلى علاقة مستقيمة حيال البيئة والطبيعة لأن الأرض عطية ثمينة من الخالق


 

تهافت المؤمنون والحجاج اليوم الأربعاء إلى بلدة كاستل غاندولفو في الهضاب القريبة من روما ليستمعوا إلى تعليم البابا بندكتس الأسبوعي في باحة القصر الرسولي الصيفي، فتركز كلامه على حماية البيئة والطبيعة والدفاع عن الخليقة التي ائتمنها الله للإنسان.

رفع الحبر الأعظم في بداية تعليمه آيات الشكر والحمد لله على عطية الخلق الثمينة التي تبهج قلب الإنسان على مدار السنة، ولكنه نبه من تنامي ظاهرة التدهور البيئي وازدياد الكوارث الطبيعية وقال إنها تدعو بإلحاح لاحترام الطبيعة والعمل على توطيد علاقة يومية مستقيمة مع البيئة.

الأرض عطية ثمينة من الخالق، قال البابا، الذي رسم لها نظاما متقاطعا ووهبنا إشارات موجِهة نستلهمها في إدارتنا لخلقه؛ وانطلاقا من هذا الإدراك،  تعي الكنيسة الارتباط الحميمي لمسائل البيئة وحمايتها بموضوع النمو البشري الكامل، لافتا إلى أنه تطرق بعمق لهذا في رسالته العامة الأخيرة "المحبة في الحقيقة" حين سطر "الضرورة الأخلاقية الملحة لتضامن متجدد"، لا على صعيد الدول والمنظمات وحسب، بل بين أفراد البشر لأن الله وهب البيئة الطبيعية لكل الناس.

ولفت الأب الأقدس إلى أن الاستعمال المفرط للخلق يبدأ من حيث يهمَّشُ الله أو بالحري يُنكَر وجوده، مضيفا أنه إذا اهتزت علاقة الخليقة البشرية مع الخالق، تصبح المادة مجرد استيلاء أناني ويصبح الإنسان مرجعها الأخير وتتقلص بالتالي غاية الوجود إلى مجرد سباق شرس لامتلاك الأكثر.

وسطر البابا أن مسؤولية حماية الخلق، وهو مادة ركبها الله بطريقة ذكية،  تقع على كاهل الإنسان الذي بمقدوره أن يفسره ويعيد صنعه من دون اعتبار ذاته سيدا مطلقا. وأضاف أن الإنسان مدعو بالحري لممارسة إدارة مسؤولة لحماية الخلق والاستفادة منه والاعتناء به، وإيجاد موارد ضرورية لوجود كريم للجميع.

وشدد بندكتس الـ16 على أن نموا بشريا كاملا يبنى باتحاد الجميع وتضافر جهودهم لصالح الشعوب الحاضرة والمستقبلية، وهو نمو مستوحى من قيم المحبة في الحقيقة. ولكي يتم ذلك، من الضرورة بمكان توجيه النموذج الحالي للنمو الشامل إلى تحمل مسؤولية مشتركة تجاه الخلق، وهذا ما تقتضيه ليس الضرورات البيئية وحسب، بل فضيحة الجوع والبؤس.

القديس فرنسيس الأسيزي كان حاضرا في ختام تعليم الحبر الأعظم اليوم إذ استعان منه بنشيد المخلوقات الشهير ليصلي مع المؤمنين ويسأل الله الحماية للناس والطبيعة: "أيها العليّ والقدير والرب الصالح، لك الحمد والتسبيح والمجد والإكرام والبركة، لتكن مسبَحا ربي في جميع مخلوقاتك"، وختم بالقول: "كما القديس فرنسيس، كذلك نريد نحن أن نصلي ونحيا بروح تلك الكلمات".








All the contents on this site are copyrighted ©.