2009-08-16 15:31:27

البابا في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي: لنرفع الصلاة للعذراء القديسة كي تساعدنا لنتغذى دوما وبإيمان من خبز الحياة الأبدية


تلا البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي من القصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو، بحضور حشد غفير من المؤمنين والحجاج غصت بهم باحة القصر الداخلية. ألقى الأب الأقدس كلمة ذكّر فيها بالاحتفال أمس السبت بعيد انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء ليتوقف بعدها عند إنجيل الأحد وكلمات يسوع القائل :"أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء". قال الحبر الأعظم إن يسوع يقدّم نفسه "الخبز الحي"، أي الغذاء الذي يحتوي حياة الله ذاتها والقادر على إيصالها لمن يأكله، ويقول لنا يسوع: "من يأكل هذا الخبز يحي للأبد والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي الذي أبذله ليحيا العالم". قال البابا إن ابن الله اتخذ "جسده" من العذراء مريم وأضاف: نقل الله جسد مريم إلى السماء في نهاية حياتها الزمنية وأدخله الحالة السماوية. هو نوع من التبادل، لله فيه دوما المبادرة الكاملة، ولكن وكما رأيانا في مناسبات أخرى، وبمعنى ما، يحتاج الله أيضا لمريم، لنَعَمها، لإعداد مادة ذبيحته: الجسد والدم لتقديمها على الصليب وسيلة حياة أبدية، وفي سر الافخارستيا، الطعام والشراب الروحيين.

وتابع الأب الأقدس قائلا إن الله يدعو كل واحد منا ليقبله ويضع قلبه وجسده وحياته كلها بتصرفه، ويدعونا للاتحاد معه أيضا في سر الافخارستيا، الخبز المكسور لأجل حياة العالم لتكوين الكنيسة معا. وأضاف البابا أن الافخارستيا هي وسيلة هذا التحوّل المتبادل، وهدفه الله على الدوام: فهو الرأس ونحن الأعضاء، هو الكرمة ونحن الأغصان، ومن يأكل من هذا الخبز ويحيا في اتحاد مع يسوع مستسلما له، ينجو من الموت الأبدي: يموت طبعا مثل الجميع، مشاركا أيضا في سر الآلام وصليب المسيح، ولكنه ليس أبدا عبدا للموت، وسيقوم في اليوم الأخير، ليتنعم بالعيد الأبدي مع مريم وجميع القديسين. وأشار البابا إلى أن هذا السر يبدأ هنا: سر إيمان ورجاء ومحبة، يُحتفل به في الحياة والليتورجيا، لاسيما الافخارستيا، ويتم التعبير عنه في الشركة الأخوية وخدمة القريب. وختم بندكتس السادس عشر كلمته قائلا: لنرفع الصلاة للعذراء القديسة كي تساعدنا لنتغذى دوما، وبإيمان، من خبز الحياة الأبدية، لنختبر الآن على الأرض فرح السماء.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه الأب الأقدس تحياته للمؤمنين بلغات عدة خاصا بالذكر وفدا من الشباب قادمين من القارة الأفريقية ودعا للتضامن مع جميع الأشخاص المعوزين ماديا وروحيا.








All the contents on this site are copyrighted ©.