2009-08-09 15:52:24

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن القديسين الشهداء


تلا البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي ظهر هذا الأحد مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في باحة القصر الرسولي الصيفي بكاستيل غاندولفو. توقف البابا في كلمته عند سيرة حياة قديسين قضيا في مخيمات الاعتقال النازية في أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية. وهما القديسة تيريزا بنديتا الصليب (أيديث شتاين) اليهودية المولد والتي ارتدت إلى الديانة المسيحية في سن البلوغ، انضمت إلى جمعية الراهبات الكرمليات واستشهدت في سبيل المسيح. أما القديس الآخر فهو ماكسيميليان كولبيه البولندي والذي كان تلميذا للعذراء مريم سيدة الحبل بلا دنس.

قال البابا إن تاريخ الكنيسة حافل بأمثال هذين الشهيدين شأن القديسين بونسيانو، إيبوليتو ولورنزو. كان هؤلاء الأشخاص شهودا على المحبة الحقيقية التي تواجه الشر بالخير وتحب حتى النهاية. وأكد الحبر الأعظم أن على الكهنة أن يتعلموا من هؤلاء الرجال والنساء قيمة البطولة الإنجيلية التي تدفعنا إلى بذل حياتنا من أجل خلاص النفوس، بلا خوف أو تردد. المحبة تنتصر على الموت!

بعدها أكد بندكتس السادس عشر أن جميع القديسين وخصوصا الشهداء هم شهود لله، الذي هو محبة. تُعتبر معسكرات الاعتقال النازية رمزا للشر المطلق، للجحيم الذي يحل على الأرض عندما ينسى الإنسان الله وينصب نفسه مكان الخالق، وينتزع من الله الحق في تقرير ما هو حسن وما هو شرير، وفي التصرف بالحياة والموت. وتوجد في عالمنا المعاصر أيديولوجيات ترى في الحرية المطلقة المبدأ الوحيد للإنسان، وقد تصل إلى حد استبدال الله بالإنسان. لكننا نرى أيضا في الجهة المقابلة القديسين وهم رجال ونساء يمارسون إنجيل المحبة، ويُظهرون الوجه الحقيقي لله، الذي هو محبة، وفي الوقت نفسه يبيّنون الوجه الحقيقي للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.

في ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي سأل البابا العذراء مريم أن تساعد الكهنة في المقام الأول على أن يكونوا قديسين على غرار شهود الإيمان الإبطال وهكذا نعطي جوابا ناجعا على تساؤلات رجال ونساء زمننا المعاصر: ألا وهو المحبة في الحقيقة. بعدها وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكل أحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.