2009-08-05 15:21:01

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن القديس جان ماري فياني، خوري أرس


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء مقابلته العامة مع زهاء أربعة آلاف مؤمن وحاج غصت بهم باحة القصر الرسولي الصيفي في كاستل غندولفو. تمحور تعليم الحبر الأعظم في مقابلته العامة الثالثة والعشرين لهذا العام حول حياة وفضائل القديس جان ماري فياني، خوري آرس والذي احتُفل يوم أمس الأربعاء بالذكرى المائة والخمسين لوفاته في الرابع من آب أغسطس عام 1859. ذكّر بندكتس السادس عشر المؤمنين بأنه شاء لهذه المناسبة إطلاق "السنة الكهنوتية" خصوصا وأن القديس فياني هو شفيع كهنة العالم.

بعد أن استعرض الأب الأقدس حياة هذا القديس الفرنسي توقف عند فضائل "خوري آرس"، وذكّر بأنه كان يتحدث دوما عن عظمة سر الكهنوت، وكان قد وضع نصب عينيه مثالا واحدا ألا وهو المسيح، الراعي الصالح الذي يبذل نفسه في سبيل الخراف. وأشار البابا إلى أن حياة القديس فياني كانت بمثابة "تعليم مسيحي" حيّ، وقد جعل من سر الإفخارستيا محورا لها، كما كان يولي اهتماما كبيرا بسر الاعتراف انطلاقا من كلمات المسيح القائل: "من غفرتم لهم خطاياهم تُغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يُمسك عليهم" (يوحنا 20، 23).

وتابع البابا تعليمه الأسبوعي قائلا: قد تبدو خدمة القديس فياني الكهنوتية بعيدة كل البعد وغريبة عن عالمنا وثقافتنا المعاصرين. صحيح أن الأزمنة تبدلت خلال السنوات المائة والخمسين الماضية، لكنْ ما جعل من هذا الرجل قديسا أمانته للرسالة التي دعاه الله إلى إتمامها. فقد وضع ذاته بالكامل بين يدي العناية الإلهية. نجح في ملامسة قلوب البشر، لا بفضل مواهبه البشرية بل بفضل نمط حياته وعلاقة الصداقة التي كانت تربطه بيسوع المسيح. كان يحب المسيح حبا عميقا، بل كان "يعشقه" ونجح في تأدية رسالته الكهنوتية بفضل حبه العميق لسر الإفخارستية الذي يبدل حياة الإنسان.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء ـ تابع البابا ـ مائة وخمسون سنة مضت على وفاة هذا القديس وأصبحت التحديات المطروحة في مجتمعاتنا أكثر تعقيدا من السابق، وما يزال الإنسان متعطشا إلى معرفة الحقيقة في عالم مطبوع بدكتاتورية "النسبية". آباء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني تنبهوا لهذا التحدي الكبير عندما أكدوا أن على الكاهن، "المربي على الإيمان" تنشئة جماعة مسيحية أصيلة قادرة على فتح الطريق المؤدية صوب المسيح أمام كل كائن بشري.

في ختام تعليمه الأسبوعي وقبل أن يوجه تحياته المعتادة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين سأل البابا الله القدير وبشفاعة القديس جان ماري فياني، خوري آرس، أن يهب كنيسته كهنة قديسين وأن تنمو في قلوب المؤمنين الرغبة في دعم رسالة الكهنة. ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.